أعلن جيش الاحتلال انسحابه من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، فيما اعترف لواء احتياط إسرائيلي بأن جيشه لا يملك القدرة على إسقاط حماس مهما طالت الحرب، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى سقوط العشرات من الجنود بين قتلى وجرحى بعد سقوطهم في كمائن أعدها المقاتلون الفلسطينيون الذين أظهروا مقاومة عنيفة في مناطق سبق أن أدعى الاحتلال سيطرته عليها.
وفجر الأربعاء 15 مايو/أيار 2024، أعلن جيش الاحتلال أن قواته انسحبت من حي الزيتون بعد عملية عسكرية استمرت نحو أسبوع"، مهدداً أن القوات "قد تعود (وتستأنف عملياتها) إذا لزم الأمر".
وفي السياق، أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول،ة بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية "انسحبت من حي الزيتون بمدينة غزة وسط إطلاق نيران الأسلحة الرشاشة تجاه منازل الفلسطينيين (أثناء انسحابها)".
القتال في شمال غزة
وصباح الأربعاء، نقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية عن لواء الاحتياط بالجيش الإسرائيلي إسحاق بريك تأكيده على أن " الجيش لا يملك القدرة على إسقاط حماس حتى لو طال أمد الحرب".
وقال اللواء احتياط بريك: "لا فائدة من استمرار القتال في شمال غزة وإسرائيل ستتكبد أضراراً جسيمة، وأن استمرار الحرب قد يؤدي لمزيد من القتلى بصفوف الجيش وانهيار جيش الاحتياط والاقتصاد".
وعلى الرغم من إعلان الاحتلال قبل أكثر من أربعة أشهر عن "حل" كتائب القسام في شمال قطاع غزة، لكن تقدم قوات الاحتلال في جباليا هذا الأسبوع أظهر قوة مقاومة كبيرة تشير إلى فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بتدمير المقاومة على الرغم من القصف العنيف وقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن قائد الكتيبة 196، المقدم يائيلي كورنفيلد: "نحن نخوض معركة عقول ضد حماس، فنحن نرى أنهم غيروا تكتيكاتهم ويركزون أكثر الآن على تفخيخ المباني".
فيما قال عضو في الكتيبة 196 المشاركة في اقتحام جباليا: "من المحبط أن نرى هذا بعد سبعة أشهر ونصف من بدء الحرب".
وادعى أحد ضباط الكتيبة أن المهمة الرئيسية في الوقت الحالي هي "إنهاء حماس حتى لا نضطر إلى العودة إلى هنا مرة ثالثة".
بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال لم يقم بتقييم مدى الضرر بشكل صحيح بالبنية التحتية العسكرية التي كانت تمتلكها حماس في قطاع غزة، كما أن حركة حماس قد سارعت إلى التعافي وإعادة تأسيس نفسها في المناطق التي ادعى الاحتلال السيطرة عليها.
من جانبه، قال وزير الحرب السابق أفغيدور ليبرمان إن مجلس الحرب يسير بنا نحو الضياع، والحكومة لا تخطط لأي شيء، وإنه لا رؤية لحكومة نتنياهو".
وقال ليبرمان إن نتنياهو أضاع الدعم الدولي لإسرائيل بسبب تخبطه، وإن كل ما تفعله الحكومة الإسرائيلية هدفه البقاء سياسياً، وقد تسبب إهمالها بشرخ كبير في المجتمع.
ومساء الثلاثاء 14 مايو/أيار 2024، أعلنت المقاومة استهداف 21 آلية للجيش الإسرائيلي، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 3 فرق تابعة له تقاتل في قطاع غزة.
شملت تلك الآليات 14 دبابة و4 جرافات و3 ناقلات جند، وفق سلسلة بيانات نشرتها "القسام" و"سرايا القدس" عبر منصة تليغرام.
من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي، في بيان عبر منصة "إكس"، عن مقتل جندي وإصابة 4 من جنوده بجروح "خطيرة" خلال المعارك في غزة الثلاثاء.
فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة إن 9 جنود آخرين أصيبوا بجروح تراوحت بين "طفيفة" و"متوسطة".
وحتى الثلاثاء، أعلنت إسرائيل مقتل 620 من عسكرييها وإصابة 3456 منذ بدء الحرب على غزة التي دخلت شهرها الثامن، وفق معطيات الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر بكثير لقتلاه وجرحاه.
في السياق، أعلن متحدث جيش الاحتلال دانيال هاغاري، مساء الثلاثاء، أن ثلاث فرق عسكرية تقاتل في قطاع غزة حالياً، ضمن الحرب المتواصلة للشهر الثامن.
وحسب جيش الاحتلال، في بيان الثلاثاء، تعمل في مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة) قوات الفرقة 162، ومن ضمنها قوات اللواء 401 مدرع.
"فيما اجتاحت قوات لواءي المظليين 460 و7، تحت قيادة الفرقة 98، منطقة جباليا (شمال)، وقوات الفرقة 99 مشاة حي الزيتون (وسط)"، وفق البيان.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 114 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.