ضابط في الاستخبارات الأمريكية يستقيل احتجاجاً على دعم بلاده لإسرائيل.. أعلن عنها في رسالة مطولة، هذه مضامينها

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/13 الساعة 21:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/13 الساعة 21:30 بتوقيت غرينتش
الضابط الأمريكي المستقيل هاريسون مان / مواقع التواصل

قدم ضابط عسكري في وكالة الاستخبارات الدفاعية، يدعى هاريسون مان، استقالته من منصبه، وذلك في خطوة احتجاجية على دعم أمريكا لإسرائيل في حربها على غزة، ومساهمتها في قتل الآلاف من الأطفال والنساء الأبرياء في القطاع، وذلك في الوقت الذي تشتد فيه المظاهرات والانتقادات ضد إدارة بايدن بسبب موقفها من الصراع.

ونقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، تدوينة الرائد في الجيش ومحلل شؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA، هاريسون مان،  على حسابه الشخصي على  موقع LinkedIn الإثنين 13 مايو /أيار 2024 قال فيها إنه سيستقيل بسبب دعم الإدارة للحرب في غزة. 

  وتتمثل مهمة وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA، الأساسية بجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها عن الجيوش الأجنبية، بما في ذلك جيشا الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

فيما اعتبرت صحيفة ‏وول ستريت جورنال الأمريكية، أن ‏"مان"، هو أول ضابط عسكري معروف أن الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية هو سبب استقالته.

في تدوينته على موقع LinkedIn كتب مان قائلاً: "في مرحلة ما.. إما أن تتقدم بسياسة تمكن من المجاعة الجماعية للأطفال، أو لا تفعل ذلك". "أعلم أنني، بطريقتي البسيطة، ساهمت عن عمد في تطوير هذه السياسة".

واشتغل "مان" كضابط في الجيش الأمريكي لمدة 13 عاماً، كما تم تعيينه كضابط تعاون أمني في السفارة الأمريكية في تونس.

حسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، فإن "مان" عمل بعد فترة عمله في تونس، كمحلل استخباراتي للشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الدفاعية، ومؤخراً بصفته "مسؤولاً تنفيذياً" في مركز الشرق الأوسط وأفريقيا التابع للوكالة، وفقاً لحسابه على موقع LinkedIn.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد شهدت استقالتين علنيتين بسبب سياسة إدارة بايدن في غزة، وكان أبرزهما رحيل جوش بول، المدير السابق الذي يشرف على عمليات نقل الأسلحة الأمريكية.

الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة/ رويترز
الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة/ رويترز

كما استقالت أنيل شيلين، مسؤولة الشؤون الخارجية بعقد لمدة عامين مع وزارة الخارجية، في مارس/آذار.

واعترف مان بالدور الصغير الذي لعبه في مطار الدوحة الدولي، مشيراً إلى أن عمله ربما بدا "إدارياً أو هامشياً".

"لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أفظع الصور التي يمكن تخيلها وأكثرها حزناً..  ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا. لقد سبب لي هذا عاراً وشعوراً بالذنب لا يصدقان".

واستشهد مان بأصوله اليهودية الأوروبية، قائلاً إنه "يطارده" ما يعتقد أنه فشل في الارتقاء إلى مستوى "البيئة الأخلاقية التي لا ترحم عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي".

وليس مان أول عضو في الجيش الأمريكي يحتج على الدعم الأمريكي لإسرائيل.

في فبراير/شباط، أحرق آرون بوشنل، وهو جندي في القوات الجوية الأمريكية يبلغ من العمر 25 عاماً، نفسه أمام سفارة إسرائيل في واشنطن العاصمة وهو يصرخ "فلسطين حرة"، احتجاجاً على سياسة إدارة بايدن في غزة. وتوفي لاحقاً متأثراً بجراحه.

ومع ذلك، فإن رسالة مان جديرة بالملاحظة؛ لأنها توضح كيف تصارع مع فكرة الواجب العسكري واحترام كبار الضباط؛ من خلال معارضته الشخصية لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

وقال: "قلت لنفسي إنني لا أضع السياسات وليس من حقي التشكيك فيها"، مضيفاً أنه متأكد من أن بعض الزملاء "سيشعرون بالخيانة".

تأتي رسالة استقالة مان في الوقت الذي تخضع فيه العلاقات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية لتدقيق مكثف، حيث هدد الرئيس بايدن بحجب الأسلحة الهجومية عن إسرائيل بشأن رفح.

كما أصدرت إدارة بايدن الجمعة 10 مايو/أيار 2024 تقريراً يفيد بأن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن إسرائيل استخدمت أسلحة زوَّدتها بها الولايات المتحدة "تتعارض" مع القانون الإنساني الدولي، لكنها لم تصل إلى حد إصدار حكم نهائي.

تحميل المزيد