نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الثلاثاء 14 مايو/أيار 2024، عن مسؤوليْن إسرائيليين، استياء جنرالات وأعضاء بمجلس الحرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع العودة للقتال بغزة في مناطق دخلها الجيش الإسرائيلي سابقاً.
المسؤولان الإسرائيليان قالا إن عدم رغبة نتنياهو بنقاش جاد بشأن "اليوم التالي" للحرب، تسبب بإحباط في الجيش الإسرائيلي، الذي يضطر للقتال مرة أخرى في الجزء الشمالي لقطاع غزة، حيث إن ذلك وفّر لحركة حماس العودة لتشكيل نفسها هناك.
ومع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق، وتوقف محادثات وقف إطلاق النار، فإن المخاطر التي يواجهها الجنود تتزايد، بحسب المسؤوليْن الإسرائيليين.
وقال عيران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2015، إن رد الفعل العنيف الذي تواجهه إسرائيل من معظم أنحاء العالم بشأن الحرب، وارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين في غزة، يأتي جزئياً من "الافتقار إلى رؤية متماسكة" بشأن اليوم التالي للحرب.
إحباط في الجيش الإسرائيلي بسبب نتنياهو
إلى ذلك، مع تزايد عدد المسؤولين والمحللين الذين يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل قادرة على هدف "القضاء على حماس"، فإن الانتقادات التي تتزايد من قطاعات بالجيش تعكس اتساع الفجوة تدريجياً مع حكومة نتنياهو.
بينما قال الاستراتيجيون الإسرائيليون إنهم يتوقعون عودة القوات إلى بعض مناطق غزة في مراحل لاحقة من الحرب، قال المسؤولان الإسرائيليان إن البدء في تشكيل سلطة حكم جديدة في غزة من شأنه أن يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لحماس، وقد يخفف الحمل على الجيش الإسرائيلي.
المحلل في منتدى السياسة الإسرائيلية، مايكل كوبلو، قال إن قادة الجيش "يشعرون بالإحباط لأنه تم تكليفهم بمهمة عسكرية ينتهي بها إلى التكرار، لأن الحكومة لم تجب على الأسئلة الاستراتيجية والسياسية الأكبر".
بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن اعتباراته السياسية تنطوي على التمسك بحكومة مع الأحزاب اليمينية التي طالبت بشن هجوم على غزة رغم الاعتراضات الأمريكية، وإذا انحرف بعيداً عن مطالبهم، يهددون بإسقاط الحكومة، الأمر الذي قد يترك نتنياهو يواجه سلسلة من تهم الفساد.
في 11 مايو/أيار 2024، قالت صحيفة "معاريف"، إن أنشطة حماس تسببت بانتقاد المؤسسة الأمنية للمستوى السياسي لعدم اتخاذه القرار بشأن "اليوم التالي" للحرب.
حيث نقلت عن مصدر إسرائيلي، أن الجيش غير قادر على إنشاء بديل عن حماس بغزة، حيث تعمل الحركة على استعادة قدراتها في الأماكن التي عمل فيها الجيش في بداية التوغل البري.
المصدر الإسرائيلي أضاف للصحيفة أن "من يطعم الناس في غزة لديه فرصة للحكم، حتى لو انتهينا في رفح، وقمنا بتفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس هناك، فإن حماس ستحاول مواصلة إعادة التأهيل والعمل".
فيما قال مصدر بالجيش الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن المطلوب من الحكومة الإسرائيلي اتخاذ القرار بشأن مسألة "اليوم التالي" للحرب، مشيرة إلى أن الركود الذي خلقه المستوى السياسي حول هذه القضية، يعني أن حماس وبنيتها التحتية ستبقى.