أبدت 50 جامعة حكومية و26 جامعة خاصة في إسبانيا استعدادها لقطع علاقات التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التي لا تعرب عن "التزام واضح بالسلام"، مع احتدام الحرب على غزة، في حين وقع خريجو جامعة كولومبيا على خطاب يتعهدون فيه بحجب "جميع الدعم المالي والبرامجي والأكاديمي" عن الجامعة حتى تتم تلبية قائمة تضم 13 مطلباً.
مجلس جامعات إسبانيا "كرو" أدان في بيان الخميس 9 مايو/أيار 2024، أعمال العنف وأعلن عن دعمه للاحتجاجات التي اندلعت أخيراً.
بيان المجلس طالب بوقف فوري للأعمال الإسرائيلية في غزة متعهداً بـ"مراجعة العلاقات، وإذا لزم الأمر تعليق التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التي لم تعرب عن التزامها الراسخ بالسلام واحترام القانون الإنساني الدولي".
لكن البيان الدبلوماسي اللهجة لم يذهب إلى حد استرضاء الطلاب في العديد من مخيمات الاحتجاج التي أقيمت في جميع أنحاء إسبانيا ولا تزال سلمية حتى الآن، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال سيباستيان غونزاليس (28 عاماً)، وهو طالب في القانون والعلوم السياسية في جامعة كومبلوتينسي في مدريد، لوكالة "فرانس برس": "ما نريده حقاً هو أن تلبي الحكومة ورؤساء الجامعات مطالبنا وقطع العلاقات مع إسرائيل"، مضيفاً: "عندما تلبى مطالبنا سنفض المخيم. وحتى ذلك الحين سنواصل المقاومة هنا وفي جميع أنحاء إسبانيا".
وبدأ الاحتجاج الأول في جامعات إسبانيا ضد الحرب الإسرائيلية في 29 إبريل/نيسان في جامعة فالنسيا في شرق البلاد، حيث نصب الطلاب حوالي عشرين خيمة للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة. وأعقب ذلك احتجاج مماثل بالخيام في جامعة برشلونة، قبل أن تمتد المعسكرات هذا الأسبوع إلى مدريد وإقليم الباسك، شمالي البلاد، وأليكانتي شرقاً، ومنطقة الأندلس جنوباً.
خريجو "كولومبيا" يتعهدون بحجب الدعم المالي
في سياق متصل، وقع خريجو جامعة كولومبيا على خطاب موجه إلى الرسالة إلى رئيسة الجامعة نعمات مينوش شفيق والأمناء يتعهدون فيه بحجب "جميع الدعم المالي والبرامجي والأكاديمي" عن الجامعة حتى تتم تلبية قائمة تضم 13 مطلباً، بحسب موقع ميدل إيست آي البريطاني الخميس 9 مايو/أيار 2024.
وقد وقع أكثر من 1600 خريج على الرسالة وقت كتابة هذا التقرير. يقوم الموقع الإلكتروني الذي تم نشر الرسالة فيه بتحديث الموقعين الجدد ويحتوي على شريط مساهمة مالية في الأسفل، والذي يقرأ في وقت النشر: 68,354,601 دولار أمريكي من المساهمات المالية المعرضة للخطر. وقبل ساعات فقط، كان الرقم حوالي 41 مليون دولار.
وفي الرسالة، يطالب الموقعون بسحب الاستثمارات من "جميع الشركات والمؤسسات التي تمول أو تستفيد من الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية والاحتلال في فلسطين"، وإصدار بيان يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإسقاط جميع التهم الموجهة ضد الناشطين الطلابيين.
كما طالب الموقعون الجامعة بتمويل الرعاية الصحية اللازمة للطلاب "الذين تعرضوا للوحشية من قبل شرطة نيويورك في 30 أبريل/نيسان 2024" وإقالة شفيق من منصبها كرئيسة للجامعة.
ومنذ أبريل/نيسان الماضي، تشهد جامعات أمريكية وكندية وبريطانية وفرنسية وهندية احتجاجات ترفض الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطالب إدارة الجامعات بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.
كما يطالب المحتجون، وهم طلاب وطالبات وأساتذة، بسحب استثمارات جامعاتهم من شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية وتسلح الجيش الإسرائيلي.
وتتواصل هذه الاحتجاجات رغم استعانة بعض الجامعات بقوات الأمن واعتقال محتجين.