قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس 9 مايو/أيار 2024، إنه إذا اضطرت تل أبيب للوقوف وحدها، فإنها ستفعل ذلك. جاء هذا غداة تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالسلاح في حال شنّ عملية واسعة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
في تصريح بثته قناة (كان) الرسمية، قال نتنياهو: "إذا اضطررنا للوقوف وحدنا، سنقف وحدنا".
كما أضاف: "مثلما قلت من قبل، سنقاتل بأظافرنا إذا اضطررنا لذلك". وزعم قائلاً: "لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، فبهذه القوة الروحية وبمساعدة الرب سننتصر معاً".
من جهته، قال دانيال هاجاري، كبير المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إن الجيش لديه الذخائر اللازمة لعملية رفح وغيرها من العمليات المقررة.
وأردف قائلاً: "الخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية نحلها في الغرف المغلقة".
مساء الأربعاء 8 مايو/أيار 2024، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن بايدن، قوله في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن واشنطن لن ترسل أسلحة إلى إسرائيل إذا شنت عملية واسعة النطاق على رفح، وذلك بالتزامن مع تعليق واشنطن شحنة أسلحة من آلاف القنابل إلى إسرائيل، في قرار أثار حنق المسؤولين في تل أبيب.
وأقر بايدن في تصريحاته التي أدلى بها لقناة "سي إن إن" بأن القنابل الأمريكية تسببت في مقتل مدنيين فلسطينيين.
ويتصاعد الضغط لاسيما داخلياً على بايدن، لوقف دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تشهد الولايات المتحدة، منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، حراكاً طلابياً "غير مسبوق" معارضاً لتلك الحرب.
فيما يخشى بايدن فقدان أصوات قطاعات مهمة من الشارع الأمريكي في معركته الانتخابية القادمة بعد أشهر، وخاصة أصوات العرب والمسلمين الرافضين للحرب على غزة.
وتحت ضغط إسرائيلي، لجأ أكثر من مليون فلسطيني إلى رفح في الأشهر الأخيرة، نازحين من مناطق شمال ووسط قطاع غزة، التي شهدت دماراً كبيراً جراء القصف الإسرائيلي.
وصباح الإثنين 6 مايو/أيار 2024، أعلنت تل أبيب بدء عملية عسكرية في رفح، بزعم أنها "محدودة النطاق"، ووجهت تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرق المدينة قسراً والتوجه لمنطقة المواصي جنوب غربي القطاع.
ثم أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر.
وتعارض إدارة بايدن شن الجيش الإسرائيلي "عملية برية واسعة النطاق" في رفح دون تقديم "خطة موثوقة لحماية المدنيين" هناك.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.