ما زالت رقعة الاحتجاجات الطلابية تضامناً مع فلسطين تتسع في العديد من بلدان المعمورة، وبدأت شعارات التنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تتردد في مجموعة من الجامعات الجديدة، خارج القارتين الأمريكية والأوروبية والدول العربية، وهذه المرة وصل صداها إلى مجموعة من دول شرق آسيا.
ففي كوريا الجنوبية، وبالضبط في جامعة سيول الشهيرة، أقام مجموعة من الطلاب الكوريين الجنوبيين، الخميس 9 مايو/أيار 2024، أول مخيم اعتصام من نوعه في حرم الجامعة إعلاناً لتضامنهم مع فلسطين.
وأظهرت العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام المئات من الطلاب في الجامعة بنصب خيام في حرمها، ورفع أعلام فلسطين، وشعارات مكتوبة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
وعرفت شوارع العاصمة الكورية سيول، في الأسابيع القليلة الماضية، العديد من المظاهرات ضد جرائم الاحتلال في غزة.
في بنغلاديش، نظم مئات من الطلاب البنغاليين، الخميس، مظاهرة مؤيدة لفلسطين قرب السفارة الأمريكية بالعاصمة دكا.
وردّد المتظاهرون هتافات منددة بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة واتجهوا نحو السفارة الأمريكية في العاصمة تحت تدابير أمنية مشددة.
كما اتهم المحتجون الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بأنهما مسؤولان عن "الإبادة الجماعية" في غزة.
في السياق، قال موشيور رحمان أحد منظمي المظاهرة للأناضول، إن "إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في هجماتها دون دعم أمريكي".
وأضاف: "هم (الولايات المتحدة) مسؤولون عن هذه الإبادة. لذا نظمنا هذه المظاهرة لنطالبهم بقطع دعمهم لإسرائيل".
من جانبها، اتهمت الناشطة في مجال حقوق الإنسان راحنوما أحمد، الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم دعم مالي وعسكري لإسرائيل.
وأشارت إلى أن "نفاق الولايات المتحدة ظهر للجميع"، لافتة إلى اعتقال الطلاب في الجامعات الأمريكية لرفضهم الإبادة.
ومنذ أبريل/نيسان الماضي، تشهد جامعات أمريكية وكندية وبريطانية وفرنسية وهندية احتجاجات ترفض الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطالب إدارة الجامعات بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.
كما يطالب المحتجون، وهم طلاب وطالبات وأساتذة، بسحب استثمارات جامعاتهم في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية وتسلح الجيش الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".