رصدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحقيق الأسباب التي أدت إلى فشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وتوصلت إلى أن الازدراء والإنكار وتوقف جمع المعلومات عن حركة حماس لأكثر من عامين في جيش الاحتلال قاد إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تحقيق الصحيفة الذي نشرته الخميس 9 مايو/أيار 2024، نقل عن مسؤولين حاليين وسابقين أن جيش الاحتلال توقف منذ مايو/أيار 2021 عن جمع المعلومات الاستخبارية عن اجتماعات القادة وتدريبات الحركة بعد العملية التي سمتها إسرائيل "حارس الأسوار".
الاستخفاف بقدرات حماس
الصحيفة أشارت إلى أن القرار الإسرائيلي جاء بناءً على استخفاف بقدرات حماس واعتقاد بأن الخطر الوحيد الذي تمثله هو امتلاكها منظومة صواريخ يمكن أن تطال مواقع داخل إسرائيل.
وبعد عملية الطوفان، لم يصدق أحد في المنظومة الأمنية إمكانية تسلل مقاتلي حماس إلى المستوطنات، ولم يعبأ أحد بهذا السيناريو، لذلك قاموا بجمع معلومات عن منصات إطلاق الصواريخ التي تمتلكها الحركة، وفقاً لمسؤولين في جيش الاحتلال.
إضافة إلى ذلك، أوضح المسؤولون أن عمليات المراقبة اقتصرت على عدد من قادة الألوية في حماس ومنهم مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب القسام، من دون مراقبة تدريبات مقاتلي الحركة، لاعتبارهم ذلك "مضيعة للوقت".
وبحسب الصحيفة، فإنه نتيجة لذلك لم تكن هناك سوى وحدة واحدة ضعيفة الإمكانيات من 3 ضباط مهمتها تعقب بعض القادة العسكريين لحماس لا أكثر.
ووفقاً لتحقيق الصحيفة فإن جيش الاحتلال لم يأخذ في الاعتبار احتمال تمكّن مقاتلي حماس من اختراق الجدار تحت الأرض الذي أقامه الجيش على حدود قطاع غزة، إلى جانب السياج المحيط.
كذلك نقلت "هآرتس" عن مسؤولين أن رئيس الاستخبارات العسكرية المستقيل أهارون هاليفا أكد عام 2021 أن إسرائيل لم يتبق لها إلا "سلب حماس قدرتها الصاروخية".
وأفادت بأن "الازدراء" استمر للحظات الأخيرة قبل بدء الهجوم صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين أخبر جندي إسرائيلي قيادته بوجود نشاط "غير طبيعي" لقائد في حماس، إلا أن القيادة قالت إن النشاط ليس إلا "تدريباً اعتيادياً".
الفشل الاستخباراتي
كما أكدت الصحيفة أن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي استمر بعد بدء الحرب على قطاع غزة، لافتة إلى أن حماس خالفت توقعات جيش الاحتلال ولم يدخل معظم أفرادها إلى الأنفاق بعد الحرب.
الصحيفة بينت أيضاً أن الجيش الإسرائيلي لم يعلم بوجود عدد من الأنفاق وتفرعاتها على أعماق مختلفة، والتي لا يمكن تدميرها من الجو وقتل من فيها.
وسلطت الصحيفة الضوء على الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي الأبرز بعد الحرب وهو افتراض الجيش أنه قادر على قتل عناصر حماس داخل الأنفاق، وهذا ما لم يحدث.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم تركيز إسرائيل على منظومة حماس للصواريخ، أثبتت الحرب أن جيش الاحتلال لم يكن يملك معلومات كافية عن قدرتها الصاروخية وإنتاجها للأسلحة.
يُذكر أن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أعلن مسؤوليته عن الفشل في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما يحقق الجيش بأسباب الفشل، ويتوقع أن يعلن نتائجه خلال الأشهر القادمة.