كشف خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس، الإثنين 6 مايو/آيار 2024 تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة حماس، مؤكداً أنه يتضمن 3 مراحل، كل مرحلة تستمر 42 يوماً.
في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية، قال الحية إن "ما حدث هو نتيجة مفاوضات بدأت من شهر مارس/آذار وتطورت حتى وصلت إلى هذه المرحلة، وهدفه الأساسي هو وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من غزة، و تبادل أسرى حقيقي وجاد".
يتألف من 3 مراحل
بخصوص المرحلة الأولى أوضح "الحية" أنها تتضمن "انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم كاملاً، والسماح بحرية عودة النازحين، في كل مناطق القطاع".
كما يتضمن كذلك "إدخال كل متطلبات إغاثة الناس وإيواء ومساكن مؤقتة، ثم بعد ذلك عمل جهد كبير لإعادة إعمار القطاع، تشرف عليه قطر ومصر والأمم المتحدة، لجمع الدعم المالي والخطط اللازمة لإعادة الإعمار".
وأشار الحية إلى أن الموضوع الآخر هو التبادل، أي تبادل الأسرى على 3 مراحل؛ المرحلة الأولى تهم النساء من مدنيات ومجندين، وأطفال وشيوخ ومرضى، سواء الأحياء منهم أو الجثث.
وينص مقترح الاتفاق في مرحلته الأولى على إطلاق سراح 50 أسيراً فلسطينياً مقابل كل مجندة محتجزة لدى حماس، ضمن جدول زمني معين.
كما يتضمن المقترح أن الجثامين سيتم الافراج عنها مقابل الإفراج عن المعتقلين الأطفال والنساء منذ السابع من أكتوبر.
وصرح "الحية" بأن "الاحتلال سينسحب إلى مناطق محاذية للحدود داخل قطاع غزة في المرحلة الأولى من المقترح"، قبل أن ينسحب بشكل كامل من القطاع، في المرحلة الثانية.
وقال الحية إن الوسطاء أكدوا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على المقترح ويلتزم بتنفيذه بكل تفاصيله، كما أن هناك ضمانة بإصدار قرار من مجلس الأمن، وأكد أن "الكرة الآن بملعب الاحتلال الإسرائيلي".
كذلك، يتضمن نصاً الموافقة على كسر الحصار بشكل كامل في المرحلة الثالثة، والإعلان المباشر عن وقف العمليات العدائية بشكل دائم، والإعلان عن ذلك قبل تبادل الجنود والأسرى.
بخصوص رد الاحتلال، شدد المسؤول في "حماس" أنه "لم نبلغ بموعد محدد لموافقة إسرائيل على المقترح المطروح"، وأضاف: "ننتظر إجابة الاحتلال على موافقتنا على مقترح وقف إطلاق النار".
"حماس" توافق على مقترح الوسطاء
في وقت سابق الإثنين، أعلنت حركة حماس أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ قطر ومصر موافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في بيان، نشرته عبر موقعها، قالت الحركة إن "هنية أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق من الإثنين، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة، نقلاً عن مصدر وصفته بأنه رفيع المستوى دون أن تسمّيه، بأن وفداً من حماس سيصل العاصمة المصرية، الثلاثاء، لاستكمال مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة.
ومساء الأحد 5 مايو/أيار 2024، أعلنت حركة "حماس" انتهاء جولة مفاوضات استمرت يومين في القاهرة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى مع إسرائيل.
وقالت الحركة، في بيان آنذاك، إن "وفد الحركة سلم الإخوة الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة (على مقترح اتفاق)، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة".
فيما لم تتطرق الحركة إلى مضمون ردها ولا فحوى المقترح المطروح حالياً.
وتابعت: "تؤكد الحركة تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية". كما قال هنية، في بيان الأحد، إن حركته حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب.
وأضاف هنية: "حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى".
عملية عسكرية في رفح
تأتي هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي الإثنين، بدء عملية عسكرية في رفح والمباشرة في إجلاء السكان الفلسطينيين "قسراً" من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.
وتضم المنطقة التي وجّه الجيش الإسرائيلي بإخلائها معبر رفح على الحدود مع مصر، وهو المنفذ الرئيس لمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة والوحيد الذي يُستخدم لنقل مصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج بالخارج نظراً لشح الإمكانيات الطبية بمستشفيات القطاع؛ جراء الحرب وقيود إسرائيلية.
وسبق أن دعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة ومصر التي تقود الوساطة بين تل أبيب وحركة حماس بالتعاون مع قطر إلى تجنب أي هجوم على رفح المكتظة بالنازحين، إلا أن إسرائيل تصر على العملية بذريعة أن رفح "آخر معاقل حركة حماس".
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل و"حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة، فيما تواصل تل أبيب حربها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 113 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة هائلة أودت بحياة أطفال ونساء.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.