قصفت إسرائيل، الإثنين 6 مايو/أيار 2024، مخازن مساعدات إغاثية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، وذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال البدء في "الإجلاء المؤقت" للفلسطينيين من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي، تمهيداً لعملية عسكرية محتملة.
وذكر شهود أن القصف تم عبر الجو وأدى إلى تضرر عدد من شاحنات المساعدات.
بدورها، قالت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية الخاصة إن القصف أدى إلى اندلاع حريق في مخازن المساعدات الإغاثية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وبثت القناة صوراً ومقاطع فيديو تظهر عناصر إطفاء مصريين وهم يساعدون في السيطرة على الحريق.
فيما لم تقدم تفاصيل فورية بشأن حجم الأضرار، وما إذا كان القصف أسفر عن سقوط ضحايا.
في السياق، أكد مسؤول حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إغلاق معبرين من غزة إلى رفح؛ ما أدى إلى وقف تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
ووصف المسؤول نفسه أوامر إسرائيل بنقل الفلسطينيين من رفح بـ"غير إنسانية".
من جهتها، أكدت منظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام"، الإثنين، أنه لم يعد يوجد أي "مصداقية لادعاءات إسرائيل بإخلاء آمن للمدنيين" من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك في بيان للمنظمة على منصة إكس، بعد بيان للجيش الإسرائيلي، في وقت سابق.
وذكرت منظمة أوكسفام أن ادعاءات إسرائيل بإمكانية إجلاء المدنيين في رفح بأمان "لم تعد ذات مصداقية".
كما أرفق البيان كلمة لمديرة منظمة أوكسفام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا سالي أبي خليل، أكدت أنّ إسرائيل تستهدف المدنيين وعمال الإغاثة بشكل "متعمد وممنهج"، بما في ذلك "المناطق الآمنة" و"طرق الإخلاء" التي تم تحديدها بشكل واضح، منذ أكثر من 6 أشهر.
وقالت خليل: "إن الادعاءات القائلة بإمكانية إجلاء المدنيين بشكل آمن فقدت الآن مصداقيتها".
وتضم المنطقة التي أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها معبر رفح على الحدود مع مصر، وهو المنفذ الرئيس لمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة والوحيد الذي يُستخدم لنقل مصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج بالخارج نظراً لشح الإمكانيات الطبية بمستشفيات القطاع؛ جراء الحرب وقيود إسرائيلية.
وسبق أن دعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة ومصر التي تقود الوساطة بين تل أبيب وحركة حماس بالتعاون مع قطر إلى تجنب أي هجوم على رفح المكتظة بالنازحين، إلا أن إسرائيل تصر على العملية، بذريعة أن رفح "آخر معاقل حركة حماس".
يأتي ذلك فيما تصاعدت التحذيرات، خلال الساعات الأخيرة، على مستوى الدول والمنظمات الدولية من مخاطر العملية الإسرائيلية على رفح.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرباً على غزة، خلفت نحو 113 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.