انسحبت قوات الاحتلال من "دير الغصون" بعد عملية عسكرية استمرت 15 ساعة، اقتحمت خلالها الحشود العسكرية البلدة الواقعة شمال مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وانتهت باستشهاد 6 فلسطينيين واعتقال شاب، فيما أعلن الاحتلال إصابة جندي من وحدة "اليمام" الخاصة.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية ارتفاع حصيلة شهداء العملية الإسرائيلية في بلدة دير الغصون إلى 6، مشيرة إلى احتجاز الاحتلال جثامين 5 منهم، ارتقوا داخل المنزل المستهدف في البلدة، دون معرفة هوية الشهداء.
وفي وقت لاحق، أعلنت كتائب القسام استشهاد 4 من مقاوميها في الضفة الغربية، حيث قالت في بيان لها إن الشهداء ارتقوا بعد اشتباك مع قوات الاحتلال دام أكثر من 15 ساعة في دير الغصون شمال طولكرم.
بحسب بيان القسام فإن الشهداء هم: تامر فقهاء، علاء شريتح، عدنان سمارة، وآسال بشير بدران.
15 ساعة من الاشتباكات
وبدأ اقتحام بلدة دير الغصون مساء الجمعة 3 مايو/أيار 2024، عند الساعة 11 ليلاً، بعد تسلل قوات خاصة إسرائيلية لبلدة دير الغصون.
حيث حاصرت قوات إسرائيلية خاصة، بينها وحدة "يمام" المتخصصة في الاغتيال ووحدة قوات خاصة (كوماندوز) تابعة لجهاز الأمن العام (الشاباك)، منزلاً تحصن فيه مقاومون، لتندلع بعد ذلك اشتباكات استمرت نحو 10 ساعات.
عقب ذلك اندلع اشتباك عنيف بين القوات الخاصة ومقاومين كانوا في المنزل، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة للبلدة، ونشرت قناصتها على البنايات المحيطة بالمنزل المحاصر.
وأطلقت قوات الاحتلال أكثر من 20 صاروخ "أنيرجا" صوب المنزل المحاصر طيلة ساعات العملية العسكرية.
كما تقدمت جرافة تابعة للاحتلال صوب المنزل وبدأت بهدم أجزاء منه بعد أربع ساعات من الحصار المشدد، وتجريف أسواره الخارجية، وبعض الطرق في محيطه، بحسب شهود عيان.
وقالت الوكالة الفلسطينية إن مقطعاً مصوراً على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر "إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه شابين أثناء محاولتهما الخروج من تحت ركام المنزل المهدوم، ما أدى إلى استشهادهما، دون معرفة هويتيهما بعد".
ويظهر مقطع فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي اعتقال الجيش الإسرائيلي فلسطينياً كان من بين المحاصرين، يقول ناشطون إنه خرج حياً من بين الأنقاض.
بموازاة ذلك، أطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه مجموعة من الصحفيين، أثناء تواجدهم في أحد المباني المقابلة للمنزل المستهدف.
واعتقلت قوات الاحتلال صاحب المنزل سلمة بشير بدران -وهو أسير سابق-، بعد إخراجه من تحت الركام، وتقييده، وإخضاعه للتحقيق والاستجواب.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المستهدفين نفذوا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عملية بمفترق بيت ليد قرب مدينة طولكرم أدت إلى مقتل مستوطن مجند في قوات الاحتياط الإسرائيلية.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، كما نشرت بعدها بأيام مشاهد تظهر لحظة استهداف سيارة المستوطن بوابل من الرصاص؛ مما أدى إلى مقتله وانقلاب السيارة.
وكان رئيس بلدية دير الغصون، حمدان اسعيفان، قال صباح السبت، إن الجيش الإسرائيلي "يفرض حصاراً على القرية وحظر تجوال وينشر قواته في كافة أحيائها، ما تسبب في تعطيل عمل المؤسسات وإغلاق المحلات التجارية".
وبموازاة حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، مخلفاً 491 قتيلاً ونحو 4 آلاف و950 جريحاً، حسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية حتى ظهر الجمعة.
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.