بين إغلاق فروع جامعات وانضمام أخرى، يستمر تصاعد الاحتجاجات الطلابية الداعمة لفلسطين في أمريكا ودول أوروبية رغم حملة الاعتقالات التي طالت أكثر من 2000 طالب في الولايات المتحدة، مع اتساع التضامن مع هذا الحراك في اليابان والمكسيك ودول عربية.
طلب دعم الشرطة
ففي أمريكا، طلبت جامعة بنسلفانيا، الجمعة 3 مايو/أيار 2024، من الشرطة الأمريكية دعماً أكبر مع تصاعد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بالحرم الجامعي.
يأتي ذلك فيما أظهرت لقطات مصورة مخيماً أقامه الطلاب في إحدى ساحات الحرم الجامعي بجامعة واشنطن في سياتل تأييداً للفلسطينيين في غزة، حيث طالب المتظاهرون الجامعة بقطع العلاقات مع إسرائيل إضافة إلى شركة بوينغ، التي قالوا إنها تصنع طائرات الهليكوبتر الهجومية المستخدمة في غزة.
كما أظهرت لقطات مصورة التقطها شاهد عيان المتظاهرين وهم يواجهون الشرطة في جامعة ولاية بورتلاند وسط مشاهد متوترة في الحرم الجامعي الأمريكي بين الشرطة والمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.
عدد الاعتقالات
وحول الاعتقالات، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الشرطة اعتقلت نحو 2200 شخص خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، في حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، خلال الأسابيع الأخيرة.
الوكالة أوضحت أن ما لا يقل عن 56 حادث اعتقال وقعت في 43 كلية أو جامعات أمريكية مختلفة منذ 18 أبريل/نيسان الماضي.
بايدن يعلق
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هناك من يسعى لتحقيق أهداف سياسية في الاحتجاجات التي شهدتها جامعات ومؤسسات تعليمية أمريكية دعت لتغيير سياسة الإدارة الحالية بشأن الحرب في قطاع غزة.
وعبر منصة "إكس"، قال بايدن إن الاحتجاج السلمي يتم تحت حماية القانون في أمريكا، أما الاحتجاج العنيف فلا حماية له، ومخالف للقانون.
In moments of dissent, there are always those who rush in to score political points.
— President Biden (@POTUS) May 2, 2024
But this isn't a moment for politics. This is a moment for clarity. So, let me be clear:
Peaceful protest is protected in America.
Violent protest is not protected. It's against the law.
هذا وانتشرت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بإسرائيل في عدد من الجامعات الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين منذ أن استدعى مسؤولو جامعة كولومبيا الشرطة لإزالة مخيم في حرم الجامعة بمدينة نيويورك.
إغلاق جامعة سيانس بو
وفي فرنسا، أعلنت جامعة سيانس بو أنها ستغلق اليوم الجمعة فرعها الرئيسي في باريس، بعد أن احتل طلاب محتجون معارضون للعدوان على غزة مباني جديدة في حرم الجامعة.
وفي رسالة تلقاها موظفو الجامعة مساء الخميس، قال قسم الموارد البشرية في "معهد العلوم السياسية في باريس" (سيانس بو) إن المباني الواقعة في وسط العاصمة الفرنسية "ستظل مغلقة يوم الجمعة الثالث من مايو/أيار"، وطلب من الموظفين مواصلة العمل من المنزل.
وفي سيناريو مشابه للاحتجاجات التي هزت عدداً من كبريات الجامعات في الولايات المتحدة، نظم طلاب في جامعة سيانس بو معارضون للعدوان على غزة تحركات عديدة احتجاجاً على استمرار العدوان الإسرائيلي؛ مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتطالب "لجنة فلسطين" في سيانس بو إدارة الجامعة بـ"إدانة واضحة لممارسات إسرائيل" و"إنهاء أي تعاون" مع أي من "المؤسسات والكيانات" التي تتهمها بالضلوع "في القمع المنظم للشعب الفلسطيني".
ومطلع الأسبوع نددت بهذه التحركات الاحتجاجية رئيسة السلطة المحلية للعاصمة الفرنسية فاليري بيكريس التي تنتمي إلى اليمين المتطرف، مستنكرة ما اعتبرته "أقلية متطرفة تدعو إلى الكراهية المعادية للسامية".
اليابان والمكسيك
وبخصوص انضمام جديد للحراك، التحق طلاب يابانيون بالحراك الطلابي العالمي تضامناً مع فلسطين ومن أجل وقف العدوان على قطاع غزة.
وخرج طلبة جامعة واسيدا في العاصمة اليابانية طوكيو في مظاهرة لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة.
كما انضمت جامعات طوكيو وصوفيا وتاما آرت وكريستان الدولية وهيروشيما في اليابان إلى الحراك الطلابي العالمي المساند لفلسطين.
وفي المكسيك، نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في العاصمة مكسيكو، الخميس، خياماً أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة"، أكبر جامعة في البلاد، وذلك احتجاجاً على استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وتضامناً مع الطلاب المحتجّين في الولايات المتّحدة.
ووضع الطلاب فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية وردّدوا شعارات من بينها "عاشت فلسطين حرّة!"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!".
ورفع المحتجّون مطالب عدّة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
احتجاجات بالمغرب
وعربياً، نظم عشرات المغاربة، مساء الخميس، وقفة تضامنية مع طلاب الجامعات الغربية المشاركين في حراك تضامني داعم لقطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية.
وحسب الأناضول، فإن الوقفة نظمتها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين" (غير حكومية) أمام القنصلية الأمريكية بمدينة الدار البيضاء (غرب).
وردد المشاركون في الوقفة هتافات منددة بـ"الإبادة" التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة، وداعمة لاحتجاج طلاب الجامعات الغربية الرافض لتلك الحرب.
ومن بين الهتافات التي تم ترديدها: "تحية شبابية، لغزة الأبية"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح، وإحنا نواصل الكفاح"، و"تحية للحركة الطلابية".
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب وطالبات وأساتذة جامعات رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة، ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وكان لافتاً في تعامل السلطات الأمنية بالولايات المتحدة مع المحتجين لجوؤها إلى "القمع والعنف الشديد" لفض اعتصامات الجامعات، واعتقال أكثر من ألفين حتى الخميس، وفق أرقام نشرتها وسائل إعلام أمريكية.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 112 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.