في الوقت الذي تقوم فيه الشرطة الأمريكية بقمع احتجاجات الطلبة في الجامعات الأمريكية، تتوسع ارتدادات هذا الحراك الطلابي الداعم للفلسطينيين، حيث أعرب آباء الطلبة الذين يدفعون ما يصل إلى 90,000 دولار لأبنائهم وبناتهم للالتحاق بجامعات النخبة، عن إحباطهم من تعامل الجامعات مع الطلبة المحتجين، في حين تستعد أكبر نقابة للعاملين الأكاديميين، للتصويت على الشروع في الإضراب في وقت مبكر من الأسبوع المقبل رداً على كيفية قمع الجامعات احتجاجات الطلاب في غزة.
موقف آباء الطلبة مما يحدث
بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن هناك حالة من الإحباط لدى آباء الطلبة في الجامعات، بسبب ردود فعل الكليات على احتجاجات غزة، سواء كان أبناؤهم يشاركون في هذه الاعتصامات أو يحاولون البقاء بعيداً عن ذلك.
فمن وجهة نظر بعض الآباء، فإن الجامعات لم تفعل ما يكفي لحماية المتظاهرين، فمثلاً كانت ابنة سارة فاتينغ ذاهبة للامتحانات النهائية، عندما تم القبض على بعض أصدقائها، عندما كانوا يشاركون في اعتصام في جامعة ماري واشنطن بولاية فيرجينيا.
وقالت فانينغ: "إن اتهام الطلاب بالتعدي على ممتلكات الغير في الوقت الذي يدفعون فيه مقابل الإقامة في الجامعة هو أمر مثير للسخرية".
لم تصمت فانينغ على ما حدث، فقامت بإرسال رسائل بريد إلكتروني إلى إدارة الكلية، تطلب منهم الاعتذار للطلاب والسماح لهم بالاحتجاج السلمي.
إلا أن فانينغ لم تتلق أي ردود من إدارة الجماعة، والآن تعيد النظر في التبرع للجامعة في المستقبل، لكنها أوضحت أنه وفي حال قررت إدارة الجامعة دعم الطلاب علناً، فإنها ستتبرع أكثر، مؤكدة أن تصعيد الإدارة ضد الطلاب سيجعلها أقل ميلاً للعطاء، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
هناك قسم آخر من آباء الطلبة، عبروا عن استيائهم من إدارة الجامعات للأزمة، ويطالبونهم ببذل المزيد من الجهد للحفاظ على سلامتهم وتعلمهم.
يقول زيف جيورز، محامي العقارات في بوسطن، الذي تدرس ابنته في كلية بارنارد بمدينة نيويورك، وهي طالبة في السنة الأخيرة: "إنهم لا يحصلون على التعليم الذي توقعونه ودفعوا ثمنه".
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن بعض الآباء يطلبون استرداد الرسوم الدراسية التي دفعوها، بسبب إلغاء الفصول الدراسية، فقد قام بعضهم بالاتصال بمستشاري الكلية للسؤال عن كيفية استرداد أموالهم، بينما يهدد آباء آخرون أيضاً بعدم التبرع في المستقبل.
أكبر نقابة للعاملين الأكاديميين تخطط للإضراب
وفي مشهد تصعيدي آخر، تخطط أكبر نقابة للعاملين الأكاديميين، والتي تمثل أكثر من 48 ألف طالب دراسات عليا عامل في جميع أنحاء نظام جامعة كاليفورنيا، تصويتاً للشروع بالإضراب في وقت مبكر من الأسبوع المقبل؛ رداً على كيفية قمع الجامعات لاحتجاجات الطلاب على ما يجري في قطاع غزة، بحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وجاء في الإعلان أن "استخدام القوة العنيفة والمعاقبة عليها للحد من الاحتجاجات السلمية هو هجوم على حرية التعبير والحق في المطالبة بالتغيير، ويجب على الجامعة الجلوس مع الطلاب والنقابات ومنظمات الحرم الجامعي للتفاوض، بدلاً من التصعيد".
يذكر أنه وفي وقت سابق من هذا العام، صوت الاتحاد بتسعة أصوات مؤيدة لدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مقابل صوت واحد رافض للدعوة.
وأضاف البيان الصادر عن الاتحاد: "لقد قمنا بدعوة جامعة كاليفورنيا إلى وقف التصعيد والتفاوض مع المتظاهرين بشأن مخاوفهم الملحة والأخلاقية للغاية، وقد فشلت في القيام بذلك وفشلت في حماية الطلاب والعمال وسمحت بحدوث هذا العنف"، قال رافائيل خايمي، الرئيس المشارك لنقابة العاملين الأكاديميين وخريج جامعة كاليفورنيا.
وأوضح خايمي: "نحن نجري تصويتاً على الإذن بالإضراب لمحاسبة الجامعة ومطالبتها باحترام حق الأعضاء في التعبير المحمي والحق في الاحتجاج".
وقال إن النقابة تخطط أيضاً لتقديم اتهامات ضد جامعة كاليفورنيا بممارسة أعمال "غير عادلة" بعد استعانة الجامعة بقسم شرطة لوس أنجلوس لمواجهة المتظاهرين.
وأضاف: "نحن نؤمن بأن جميع العمال، وجميع الطلاب، لديهم حق أساسي في المشاركة في الاحتجاجات والمشاركة في حرية التعبير، ويجب على الجامعات احترام هذا الحق".