أظهرت تل أبيب "تراجعاً جديداً" في مواقفها حول شروط صفقة التبادل والهدنة مع حماس، في الوقت الذي يترقب الاحتلال رد حركة حماس على "المقترح الأخير" الذي تسلمه الحركة الجمعة 26 أبريل/نيسان 2024.
حيث قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إن تل أبيب تبدي استعداداً لبحث الانسحاب من ممر نتساريم كثمن باهظ لإبرام صفقة.
كما قالت إذاعة الجيش إن الأجهزة الأمنية في تل أبيب تبحث بدائل عملية عسكرية واسعة في رفح، ولكنها تصر على عملية بـ"محور فيلادلفيا" على حدود القطاع مع مصر.
وتعتبر هذه المواقف تراجعاً جزئياً في موقف الاحتلال الذي أصر في جولات تفاوضية سابقة على رفضه للانسحاب من المحور الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، وهي المنطقة الوحيدة التي يتمركز فيها الاحتلال حالياً داخل القطاع.
وأعربت تل أبيب لأول مرة خلال الاقتراح الجديد، الذي تمت صياغته في تل أبيب بحضور وفد مصري، عن استعداد ضمني لمناقشة إنهاء الحرب في غزة في المراحل المقبلة من المفاوضات.
وتضمن الاقتراح الجديد الاستجابة لمطالب حماس الأساسية، مثل الاستعداد لإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم بالكامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يعبر القطاع، والاستعداد للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية.
ورغم أن صفقة تبادل الأسرى والهدنة المقترحة حالياً، لا تبدو أنها تلبي المطالب الأساسية لحركة حماس بشأن وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة، ولكنها في الوقت ذاته تظهر مقارنة بالصفقات السابقة تنازلات متعددة من قبل إسرائيل.
ضغط أمريكي
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حركة "حماس" إلى القبول بما اعتبر أنه "مقترح ذكي للغاية" مطروح على الطاولة حالياً للتوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل.
حديث بلينكن جاء خلال لقاء مع عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة خارج الفندق الذي يقيم به في تل أبيب، وهي المحطة الأخيرة المعلنة في جولة قادته إلى السعودية والأردن.
وقال بلينكن: "اُتيحت لي الفرصة للقاء عائلات بعض الرهائن، كما أفعل في كل زيارة إلى إسرائيل"، حسب متابعة مراسل الأناضول.
وتابع: "إن إعادة أحبائكم إلى الوطن هو في صميم كل ما نحاول القيام به، ولن نرتاح حتى يعود الجميع إلى ديارهم".
في المقابل، تتمسك "حماس" بضرورة إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، ضمن أي اتفاق لتبادل الأسرى.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، وسط اتهامات متبادلة بين الحركة وتل أبيب بالمسؤولية عن تعثرها.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة، ودماراً هائلاً، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".