تصاعدت التوترات في جامعات أمريكية، الأربعاء 1 مايو/أيار 2024، بعدما هاجم مناصرون لإسرائيل اعتصاماً طلابياً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وذلك بعد ساعات من قيام الشرطة بفض اعتصام جامعة كولومبيا وهدمها لمخيم في حرمها الجامعي.
في الوقت ذاته تجمع مئات من أفراد أجهزة إنفاذ القانون في حرم جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، مساء الأربعاء، استعداداً لإخلاء المخيم، في حين قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إنه كان "من الممتع مشاهدة" شرطة نيويورك وهي تداهم مبنى بجامعة كولومبيا اعتصم به طلاب مناصرون للفلسطينيين.
بلطجة بحق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين
وأظهرت مقاطع فيديو من جامعة كاليفورنيا، أفراداً ملثمين وبعضهم أكبر سناً من الطلاب فيما يبدو، وهم يعتدون على تجمع الطلبة المؤيدين للفلسطينيين، ويقومون بإلقاء أشياء عليهم، ويحاولون تحطيم أو هدم الحواجز الخشبية والحديدية التي تحمي الاعتصام.
وردد البعض تعليقات مؤيدة لليهود بينما حاول المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين التصدي لهم.
وقالت المحتجة المؤيدة للفلسطينيين والباحثة بجامعة كاليفورنيا كايا شاه: "جاؤوا إلى هنا وهاجمونا بعنف".
وتابعت: "لم أتصور أنهم سيفعلون ذلك، ويصعدون إلى هذا المستوى، أن يقابل احتجاجنا متظاهرون مناهضون يؤذوننا بعنف، ويسببون الألم لنا، بينما لم نفعل أي شيء لهم".
ووصف بنيامين كرستن، وهو طالب في جامعة كاليفورنيا وعضو في مجموعة الصوت اليهودي من أجل السلام، الليلة بأنها كانت "ليلة عنف مدمرة".
وكتب في رسالة نصية يقول: "كان من الممكن أن يظل الاعتصام جهداً سلمياً لولا الوجود المستمر للمحتجين المعارضين والمحرضين… بينما يعقد الكونغرس مزيداً من جلسات الاستماع عن مدى شعور الطلاب اليهود بالأمان الكافي في الجامعات، كان طلاب يهود من بين الذين تعرضوا لهجمات من محتجين صهاينة".
من جانبها قالت الشرطة إن جامعة كاليفورنيا استدعتها لاستعادة النظام والحفاظ على السلامة العامة "بسبب أعمال عنف متعددة" داخل المخيم. وأظهرت لقطات، بُثت في وقت لاحق، الشرطة وهي تقوم بتطهير ساحة مركزية بجانب المعسكر وتقيم حاجزاً معدنياً أمامها.
وتجمع مئات من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين خارج المخيم ونددوا بتحركات الشرطة ورددوا هتافات "عار عليكم"، وقام بعضهم بقرع الطبول ولوحوا بالأعلام الفلسطينية بينما كانت قوات الأمن تدخل إلى الحرم الجامعي. وارتدى العديد من المتظاهرين الكوفية الفلسطينية.
يذكر أن الاشتباكات في جامعة كاليفورنيا ونيويورك جزء من أكبر تحرك طلابي أمريكي منذ المسيرات المناهضة للعنصرية في عام 2020.
اعتقال محتجين في جامعة كولومبيا
وكانت نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، قد طلبت من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 مايو/أيار على الأقل، أي بعد يومين من انتهاء مراسم حفلات التخرج. وظل الحرم الجامعي الرئيسي، حيث توجد مساكن الطلاب، مغلقاً يوم الأربعاء. وقالت الجامعة إن بقية الفصل الدراسي سيتم تدريسه عن بعد، بما في ذلك الاختبارات النهائية التي قد يتأخر بعضها.
وتحدث أرارات سيكريان، وهو طالب من إسطنبول، عن طرده من المخيم ووصف استدعاء الشرطة بأنه خطير.
وقال: "شعرت أني شخصياً تعرضت لهجوم… لقد كانوا خائفين جداً من هذه الحركة السلمية لدرجة أنهم اضطروا إلى إرسال أكثر من ألف، وربما مئات من رجال الشرطة إلى الحرم الجامعي".
أما بن سولومون، وهو طالب يهودي يبلغ من العمر 22 عاماً في جامعة كولومبيا، فقال إنه يرحب بهذه الخطوة لإخراج من أسماهم "الغوغاء" من المبنى المحتل والاعتصام.
وقال: "أنا سعيد برؤية الجامعات تتخذ إجراءات حاسمة".
من جانبها قالت شفيق إن الأحداث ملأتها "بالحزن العميق".
وكانت الجامعة حذرت في وقت سابق من أن الطلاب المشاركين في هذا الاحتجاج ربما يتعرضون للفصل.
ترامب يستمتع بمشاهدة مشاهد القمع
وفي أول تعليق له بعد فض قوات الأمن في نيويورك اعتصام جامعة كولومبيا، قال دونالد ترامب إنه كان "من الممتع مشاهدة" شرطة نيويورك وهي تداهم مبنى بجامعة كولومبيا اعتصم به طلاب مناصرون للفلسطينيين، ووصف المتظاهرين بأنهم "طائشون غاضبون ومتعاطفون مع حماس".
تصريحات ترامب جاءت في تجمع انتخابي في ويسكونسن، الأربعاء، قال ترامب لأنصاره فيها: "نيويورك كانت تحت حصار الليلة الماضية". وأشاد بقوات الأمن التي اعتقلت نحو 300 طالب محتج في جامعة كولومبيا.
وكان ترامب يتحدث عن انتشار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في أنحاء الولايات المتحدة في الأيام الماضية، حيث اتهم جمهوريون مسؤولي جامعات بغض الطرف عما سموها خطابات ومضايقات معادية للسامية.
وأضاف ترامب: "بلداتكم وقراكم ستقبل الآن أفراداً من غزة ومناطق أخرى مختلفة"، وذلك في إشارة إلى تقارير إعلامية عن خطط إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لقبول لاجئين من غزة. وقد تفاعل الحضور مع تعليقات ترامب بإطلاق صيحات الاستهجان.