أعلنت جامعة مينيسوتا الأمريكية، الخميس 2 مايو/أيار 2024، توصلها إلى اتفاق مبدئي مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين لإنهاء مخيمهم الاحتجاجي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، يتضمن مناقشة سحب استثمارات مع شركات داعمة للاحتلال.
شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية ذكرت أن الجامعة توصلت إلى اتفاق مع المحتجين لإنهاء المخيم، بعد عدة اجتماعات مع جمعيات طلابية تمثل وجهات نظر مختلفة بشأن الصراع في فلسطين.
تفاصيل الاتفاق
الجامعة أوضحت في بيان، أن الاتفاق يتضمن "إعادة فتح المباني المغلقة وعدم تنظيم الطلاب أي مضايقات أثناء فترة الامتحانات النهائية".
من جهته، عبر الرئيس المؤقت للجامعة جيف إيتينجر، عن تقديره لرغبة قادة المحتجين في حوار ومفاوضات "صعبة وصحية" أجريت معهم، وفق البيان.
شمل الاتفاق عدة نقاط أهمها عقد لقاء مع مجلس أوصياء الجامعة في 10 مايو/أيار الجاري لمناقشة سحب الاستثمارات مع شركات داعمة لإسرائيل، وإمكانية الوصول إلى المعلومات المتاحة للجمهور بشأن نفقات الجامعة.
كما تضمن الاتفاق العفو عن التهم الجنائية التي وجهتها الشرطة إلى المحتجين، وعدم اتخاذ إجراءات تأديبية جامعية ضد الطلاب أو الموظفين الذين شاركوا في المخيم.
مدن أمريكية ترضخ للاحتلال
في سياق متصل وفي ظل الحراك الطلابي بالجامعات الأمريكية الداعم لقطاع غزة، صوّت مجلس مدينة ريتشموند في ولاية كاليفورنيا الأمريكية على سحب الاستثمارات من الشركات التي تعمل في إسرائيل، لتصبح ثاني مدينة أمريكية تسحب استثماراتها بعد هايوارد، بحسب شبكة abc news الأمريكية، الخميس 2 مايو/أيار 2024.
قرار المدينة جاء بفضل الحركة الطلابية، وفقاً لما قالته عضو مجلس مدينة ريتشموند، سهيلة بانا، التي شاركت في صياغته، لافتة إلى أن "هناك شيئاً واحداً يمكننا القيام به بنشاط، وهو سحب الاستثمارات. وبفضل الحركة الطلابية، لفتوا انتباهنا إلى الأمر مرة أخرى. لقد كان هذا هو الوقت المناسب".
المدينة الأمريكية لديها مجموعة تبلغ حوالي 600 مليون دولار للاستثمار، بحسب بانا، لكنها قالت إنه من المرجح أن يتم استثمار نسبة صغيرة فقط، حوالي 7%، في محافظ استثمارية تضم شركات ستتجرد المدينة منها.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك، وفقاً للصحيفة، مقاولو الدفاع ومصنعو الأسلحة مثل شركة لوكهيد مارتن، لكن شركات مثل Microsoft وAirbnb مدرجة أيضاً في القائمة.
في السياق، قال شيفا ميشك، كبير موظفي رئيس البلدية إدواردو مارتينيز، إن "المستوطنات على الأراضي الفلسطينية غير قانونية. وهي غير مسموح بها، على الأقل بموجب القانون الدولي. ومع ذلك، تستضيف Airbnb الكثير من العقارات الموجودة على أراضٍ محتلة بشكل غير قانوني".
قرار "تاريخي"
بينما تحدثت ناشطة السلام الإسرائيلية الدكتورة دوف باوم، في اجتماع مجلس المدينة، ووصفت التصويت بأنه "تاريخي" لأنه يوسع الجدل حول أين وكيف يتم إنفاق أموال الضرائب الأمريكية.
وقالت باوم، وهي يهودية: "الإبادة الجماعية في غزة هي ما يتطلبه الأمر بالنسبة لأصحاب الوعي هنا في الولايات المتحدة لبدء تحويل الأموال بعيداً عن الفصل العنصري الإسرائيلي والاحتلال والإبادة الجماعية".
كما أضافت: "في الوقت الحالي، بالنسبة للإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تحدث في غزة، في الواقع، فإن الدعم المباشر للولايات المتحدة التي ترسل المزيد والمزيد من مليارات الدولارات من الأسلحة إلى إسرائيل يمكّن من ارتكاب هذه الجرائم. ويحرمنا في الواقع من قدرتنا على العيش، أو حتى تخيل المستقبل".
مدينة "هايوارد" المبادرة
في يناير/كانون الثاني 2024، وافق مجلس مدينة هايوارد بكاليفورنيا على سحب 1.6 مليون دولار من الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، والتي تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وكانت سياسة الاستثمار في المدينة مدرجة على جدول أعمال الموافقة، والتي عادة ما تكون عبارة عن حزمة من الإجراءات الروتينية التي تمت الموافقة عليها باقتراح واحد ودون الكثير من المناقشات.
ومع ذلك، قام عضو المجلس جورج سيروب بسحب السياسة وأوصى بسحب الاستثمارات من الشركات كاتربيلر وإنتل وشيفرون وهيونداي، بالإضافة إلى تعديل سياسة الاستثمار في المدينة لمنع أموال المدينة من التوجه نحو الشركات التي حددتها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
الحراك الطلابي في أمريكا
يأتي هذا التطور بينما تشهد احتجاجات طلابية أخرى موجة قمع وفض للمخيمات في عدد من الجامعات الأمريكية.
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
لاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزوِّد إسرائيل بالأسلحة.