قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية ومصدر مطلع لرويترز إن التكلفة التقديرية التي سيتكبدها الجيش الأمريكي لبناء رصيف بحري قبالة ساحل غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية ارتفعت إلى 320 مليون دولار.
ويوضح هذا المبلغ الحجم الهائل لأعمال البناء التي قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها تشمل نحو ألف من العسكريين الأمريكيين، معظمهم من الجيش والبحرية.
وبحسب مصدر مطلع، فإن التكلفة زادت إلى المثلين تقريباً عن التقديرات الأولية في وقت سابق من العام.
"التكلفة انفجرت"
من جانبه، قال السيناتور روجر ويكر، أبرز عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي الذي يقوده الديمقراطيون، لرويترز عند سؤاله عن تكلفة إنشاء الرصيف "التكلفة لم ترتفع فحسب، وإنما انفجرت".
وأضاف: "هذا المجهود الخطير الذي لن يجلب سوى فائدة بسيطة سيكلف الآن دافعي الضرائب الأمريكيين ما لا يقل عن 320 مليون دولار لتشغيل الرصيف لمدة 90 يوماً فقط".
والخميس 25 أبريل/نيسان الجاري، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الجيش الأمريكي بدأ في بناء رصيف بحري سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة متوقعة، ومن المقرر أن يبدأ الرصيف العمل بحلول أوائل مايو/أيار، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.
والجمعة، رست سفينة عسكرية أمريكية، قبالة ساحل قطاع غزة يتوقع أن تشارك في أعمال إنشاء رصيف بحري عائم، أعلنت واشنطن عن خطة لبنائه بداعي تقديم مساعدات إنسانية.
وفي 7 مارس/آذار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن جيش بلاده سيبني ميناء مؤقتاً على ساحل القطاع لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية.
وبحسب جيش الاحتلال فإن "مساحة المشروع تبلغ حوالي 67 فداناً (281.4 دونم)، وهي مخصصة للتشغيل ومرور كميات كبيرة من البضائع إلى أراضي قطاع غزة".
ونشر جيش الاحتلال مقطع فيديو قصيراً، تظهر فيه أعمال جارية لإنشاء الرصيف.
ووفق مصادر محلية فلسطينية، فإن الرصيف الذي يتم بناؤه على شاطئ غزة من ركام المنازل التي دمرتها إسرائيل خلال الحرب المتواصلة منذ أكثر من نصف عام، ستكون مهمته استقبال شحنات المساعدات التي توصلها السفن إلى الميناء الأمريكي.
ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، وصلت سفينتا مساعدات إلى قبالة ساحل غزة انطلاقاً من قبرص الرومية، وتم إفراغ حمولتهما عبر عوامات نقلت الصناديق إلى الرصيف الخرساني.
وعملت مؤسسة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية الدولية على تسلم هذه المساعدات وإعادة توزيعها على سكان القطاع الذين يعانون من مجاعة جراء تقييد إسرائيل دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إليهم عبر المعابر البرية.
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنى التحتية؛ الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".