شعر الطفل الفلسطيني محمد شبات بالفرح الشديد بعدما تمكن من سماع صوت إخوته وأمه بعد إصلاح سماعة الأذن الطبية الذي حطمها جنود الاحتلال، خلال محاصرتهم واعتقالهم في مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
خلال الفترة الماضية، عاش الطفل شبات حالة من الخوف والذعر نتيجة للآثار النفسية التي تركها اعتداء جيش الاحتلال عليه، حيث تعرض للضرب والسحل، وتم تحطيم سماعة الأذن الطبية التي كانت تمكنه من السمع بشكل سليم.
في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كان الطفل شبات واحداً من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين اضطروا للنزوح من شمال القطاع إلى وسط القطاع لمدينة دير البلح.
حيث تعرض الطفل شبات للتحقيق والضرب والسحل هو وعائلته على يد قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة إلى شمال قطاع غزة.
فبعد مرور أكثر من 200 يوم على الحرب، لم ينسَ الطفل شبات العنجهية التي مارسها جيش الاحتلال بحقه، كما لم ينسَ دماء وجثامين الشهداء الملقاة على الأرض وتنهشها الكلاب والقطط عندما نزح من شمال القطاع إلى جنوبه.
مشاهد عنف لا تفارق الطفل شبات
بات شبات في كل وقت يذكر مشاهد العنف الذي تعرض له هو وعائلته على يد جنود جيش الاحتلال، والتي لا تفارق ذاكرته وتؤثر على حياته اليومية، بحسب والدته.
قال الطفل شبات لوكالة الأناضول: "كنا في بيت حانون شمال قطاع غزة، واضطررنا للنزوح بسبب القصف والضرب، وواجهنا الجيش وصاحوا علينا بصوت مرتفع وضربوني وأخذوا سماعتي من أمي وحطموها".
وأضاف: "بعد تحطيم السماعة، لم أعد قادراً على السمع، وكنت أحب أن أسمع صوت إخوتي وأمي وأبي، لقد ضربني الجيش على قدمي وأنا كنت أبكي، ثم تم سحلي ودفعني الجيش لخلع ملابسي".
كما أشار إلى أنه خلال نزوحه من الشمال إلى الجنوب، شاهد الدبابات الإسرائيلية ومشي مسافات طويلة شعر بالتعب، ورأى جثث فلسطينيين ملقاة على الأرض تنهشها الكلاب الضالة.
وبعد تركيب سماعة جديدة، استطاع الطفل أن يسمع مرة أخرى، قائلاً: "الآن أنا أفضل أن أسمع وسعيد بسماع إخوتي وأبي وأمي".
فيما عبر الطفل عن خوفه الشديد عندما تعرض للعنف من جانب جيش الاحتلال وتحطيم سماعته وضربه، موضحاً أنه لم يكن قادراً على سماع ما يقوله الجيش بسبب تحطيم سماعته.
نزوح واعتداء
بدورها، قالت والدة الطفل إيمان شبات لوكالة الأناضول: "غادرنا المنزل بعد تعرض منزل جارنا للقصف في بداية الحرب، ولجأنا إلى مدرسة حلب الموجودة حول المستشفى الإندونيسي وبقينا هناك لمدة شهرين".
كما أضافت أنهم اضطروا للنزوح مرة أخرى، بسبب هجمات جيش الاحتلال، ولجأوا إلى المنطقة الصناعية في منطقة في بيت حانون.
وتابعت: "كنت أحمل جهاز السمع الخاص بطفلي عندما دخل الجنود الإسرائيليون المنطقة التي كنا فيها، وللأسف، لم يكن للطفل الصغير الفرصة لارتداء جهاز السمع".
كما أشارت إلى أنه عندما اجتاح جيش الاحتلال المنطقة، لم نتمكن حتى من ارتداء نعالنا، مضيفة أن طفلها لا يستطيع السماع بدون الجهاز، وعندما طلبت من الجيش الإسرائيلي وضع جهاز السماع لابنها، رفضوا الطلب.
حيث أضافت أن جيش الاحتلال حطم السماعة وأتلفها، وبعد فترة طويلة في مناطق النزوح، تم إصلاحها أخيراً، وتمكن ابنها من السماع مرة أخرى.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن دولة الاحتلال حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.