دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، أوروبا إلى وضع استراتيجية دفاعية "ذات مصداقية" من شأنها أن تجعل القارة أقل اعتماداً على الولايات المتحدة وأكثر قدرة على مواجهة التهديد الذي تشكله روسيا، محذراً من أن "أوروبا اليوم فانية وقد تموت" بسبب ما تواجهه من تحديات في عالم متغير.
وقال ماكرون في خطاب بجامعة السوربون في باريس: "هذا يعتمد فقط على خياراتنا"، محذراً من أن أوروبا "ليست مسلحة ضد المخاطر التي نواجهها" في عالم تغيرت فيه "قواعد اللعبة"، مضيفاً: "على مدى العقد المقبل.. هناك خطر كبير يتمثل في إضعاف أوروبا أو حتى هبوطها".
واستهل ماكرون كلمته مرحباً بالتقدم الذي أُحرز في الفترة الماضية لجعل أوروبا أكثر ديمقراطية، وأضاف: "كان هناك تقدم وخاصة فيما يتعلق بالسيادة والوحدة" على الرغم من عدة أزمات غير مسبوقة، مستشهداً ببعض الخطوات التاريخية، مثل الوحدة المالية للخروج من أزمة فيروس كوفيد19 أو الوحدة الأوروبية الاستراتيجية في مجال الصحة، في إشارة إلى إنتاج اللقاحات، وأيضاً الأزمات الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.
كما رحَّب بالاتفاق الأوروبي بشأن إصلاح نظام الهجرة واللجوء، قائلاً إنه لا توجد سيادة إذا لم يكن هناك حدود، ورحب بهذا الاتفاق الذى تبناه البرلمان الأوروبي في أبريل 2024 والذي يسمح بالسيطرة على حدودنا وهو ما اعتبره انجازاً أساسياً.
"أوروبا معرضة للموت"
وبالرغم من ترحيبه بالتقدم الذي تم إحرازه على المستوى الأوروبي، أكد ماكرون أن أوروبا معرضة للموت، على حد تعبيره، محذراً من خطر كبير لرؤيتها تفقد ريادتها وقال: "إننا نمر بلحظة غير مسبوقة من الاضطرابات في العالم، وتسارع التحولات الكبرى".
وتابع: "أوروبا يمكن أن تموت.. ولكن الأمر يعتمد فقط على خياراتنا"، مضيفاً: "يجب أن نكون واضحين بشأن حقيقة أن أوروبا اليوم يمكن أن تموت وهذا يعتمد فقط على خياراتنا ولكن هذه الاختيارات يجب أن يتم اتخاذها الآن".
وأردف: "اليوم يتم طرح قضية السلام والحرب في قارتنا وقدرتنا على ضمان أمننا من عدمه، وفقاً له، فإن التحولات الكبرى، مثل التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وكذلك تحديات البيئة وإزالة الكربون، كل هذه التحولات تحدث الآن".
وفي مواجهة ذلك، دعا ماكرون إلى الرد بقوة وازدهار وإنسانية، مؤكداً أن هذه المحاور الثلاثة ستعطي مضموناً لهذه السيادة الأوروبية وستسمح لأوروبا بألا تختفي، على حد تعبيره.
كما دعا إلى قدرة أوروبية في مجال الأمن السيبراني والدفاع السيبراني، وإلى أوروبا القوية التي تفرض احترامها وتضمن أمنها، مشدداً على ضرورة إعطاء الأفضلية للموردين الأوروبيين في شراء المعدات العسكرية، مؤيداً فكرة الحصول على قرض أوروبي لتمويل هذه الجهود.
وقدم الرئيس الفرنسي مقترحاته ورؤيته لأوروبا الغد وهي مقترحات سيتم عرضها في سياق إعداد الأجندة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة والتي سيتم تحديدها في اجتماع المجلس الأوروبى يومي 27 و28 يونيو/حزيران القادم .
يُشار إلى أنه في عام 2017، قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطاب تاريخي ألقاه أيضاً في نفس المكان في جامعة السوربون بباريس، مجموعة من المقترحات تهدف إلى "إصلاح" الاتحاد الأوروبي وإعادة تأسيس البيت الأوروبي الموحد".