قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خليل الحية، إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل، مؤكداً في الوقت ذاته أن حماس ستلقي أسلحتها وتتحول إلى حزب سياسي إذا تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وفي تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، ذكر الحية أن الحركة ستقبل بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية على حدود إسرائيل ما قبل عام 1967، مشيراً إلى أن حماس تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تشكيل حكومة موحدة في غزة والضفة.
كما أوضح الحية أن جميع تجارب المناضلين ضد المحتلين عند الاستقلال وحصولهم على حقوقهم ودولتهم تبيّن أنهم تحوّلوا إلى أحزاب سياسية، والقوات المقاتلة المدافعة عن شعوبها تحوّلت إلى الجيش الوطني.
"الاحتلال لن ينجح في تدمير حماس"
وحول الهجوم الإسرائيلي على المحتمل على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أكد الحية أن الهجوم "لن ينجح في تدمير حماس"، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "لم تدمر أكثر من 20% من قدرات حماس سواء البشرية أو الميدانية".
في سياق متصل، كشف الحية أن "الاتصالات بين القيادة السياسية لحماس في الخارج والقيادة العسكرية في غزة لم تنقطع بسبب الحرب"، وأن "الاتصالات والقرارات والتوجيهات تتم بالتشاور بين الجانبين".
مفاوضات الهدنة
وبخصوص مفاوضات الأسرى، قال الحية إن حماس تريد أن تستمر قطر في دور الوسيط، كاشفاً في الوقت ذاته أنه لا توجد نية لدى الحركة لنقل مكتبها السياسي من العاصمة القطرية الدوحة.
الحية بيّن أن "حماس قدمت تنازلات فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين تريد إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين"، مشيراً إلى أن "الحركة لا تعرف بالضبط عدد المحتجزين الذين ما زالوا في غزة وما زالوا على قيد الحياة".
كما شدد على أن "حماس لن تتراجع عن مطالبتها بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية"، وتساءل عن جدوى تسليم الأسرى لدى المقاومة "إذا لم نكن متأكدين من انتهاء الحرب".
وفي تصريحاته لما بعد العدوان على غزة، أكد الحية -الذي رأس وفد التفاوض في محادثات الهدنة- أن حماس ترفض بشكل "قاطع أي وجود غير فلسطيني في غزة سواء في البحر أو البر"، لافتاً إلى أنها ستتعامل مع أي "قوة عسكرية موجودة في هذه الأماكن إسرائيلية أو غيرها كقوة احتلال".
وجدد الحية تأكيد الحركة أنها غير نادمة على هجمات معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الرغم من الدمار الذي لحق بقطاع غزة، موضحاً أن "العملية نجحت في تحقيق هدفها المتمثل في إعادة اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية"، ومؤكداً في الوقت ذاته أن مقاتلي كتائب عز الدين القسام لن يستهدفوا "المدنيين في الهجوم".
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودمارا هائلا، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".