يواصل المستوطنون الإسرائيليون اقتحام المسجد الأقصى في ثالث أيام ما يسمى "عيد الفصح اليهودي"، وسط فرض شرطة الاحتلال القيود الأمنية على المصلين الفلسطينيين، في حين اعتبرت الأردن الاقتحامات "خرقاً" للوضع التاريخي والقانوني القائم، و"انتهاكاً" لحرمة الأماكن المقدسة.
دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، قالت في بيان، الخميس 25 أبريل/نيسان: "في فترة الاقتحامات الصباحية، 1128 متطرفاً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، ضمن مجموعات متتالية واستفزازية"، مضيفة أن الاقتحام جاء أيضاً في إطار "إجراءات مشددة وقيود على دخول المصلين (المسلمين) من قِبل شرطة الاحتلال".
تغطية صحفية: "مشاهد توثق منع قوات الاحتلال للمرابطة نفيسة خويص من التواجد بمحيط المسجد الأقصى" pic.twitter.com/ecp6A8CJGk
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 25, 2024
البيان أشار إلى أن الشرطة أغلقت باب المغاربة، أحد أبواب المسجد الأقصى، الذي يقتحم المستوطنون عبره المسجد.
وإغلاق باب المغاربة إشارة إلى انتهاء فترة الاقتحامات الصباحية للمسجد الأقصى، وفق وكالة الأناضول.
يأتي هذا فيما اقتحم عشرات المستوطنين موقعاً أثرياً في البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
الأردن يدين الاقتحامات
من جانبه، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية في بيان، الخميس، اقتحام مستوطنين "متطرفين" للمسجد الأقصى، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، معتبرة ذلك "خرقاً" للوضع التاريخي والقانوني القائم، و "انتهاكاً" لحرمة الأماكن المقدسة.
ونقل البيان عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين "إدانتها سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، والقيام بممارسات استفزازية تنتهك حرمته، إضافة إلى فرض قيود على دخول المصلين للحرم القدسي الشريف".
واعتبرت أن ذلك "يعد خرقاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وانتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة".
وطالبت الخارجية الأردنية، إسرائيل، بصفتها "القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته"، بحسب البيان ذاته.
كما حذرت من "استمرار هذه الانتهاكات"، مشددة على "ضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون المسجد الأقصى وتنظيم الدخول إليه".
واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.
وفي مارس/آذار 2013، وقع الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية تعطي المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.
كما حذرت الخارجية الأردنية من "استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض إجراءاتها المستهدفة فرض سيطرة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى".
وأكد على "ضرورة ضمان الوصول الحر وغير المقيد للمسجد الأقصى، باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين بكامل مساحته البالغة 144 دونماً".
ومنذ أول أيام "عيد الفصح"، الذي بدأ الثلاثاء ويستمر أسبوعاً، يقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى يومياً، تحت حراسة شرطية مشددة، ويسود توتر شديد أنحاء البلدة القديمة في القدس.
والأربعاء، اقتحم نحو 704 مستوطنين، الأقصى، وسبق أن دعت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد، بمناسبة "عيد الفصح".
ويقول الفلسطينيون إن "إسرائيل تنفذ إجراءات مكثفة وسريعة لتهويد القدس، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية".
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
ويتزامن ذلك مع حرب إسرائيلية شرسة تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، تواصل تل أبيب حربها المدمرة على القطاع.