بكل طاقته، يحاول طفل فلسطيني جرّ الكرسي المتحرك لشقيقه المقعد، للنزوح من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة إلى مكان آمن، بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي فلسطينيين في المنطقة بضرورة إخلاء أماكن سكنهم، بدعوى أنها "منطقة قتال خطيرة".
ويظهر مقطع فيديو نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صعوبة كبيرة تواجه الطفل في دفع كرسي شقيقه للوصول به خارج بلدة بيت لاهيا إلى منطقة أخرى.
إرهاق وطريق وعرة
وبدت على وجه الطفل علامات الإرهاق والتعب الشديدين، حيث كان يجرّ شقيقه بكل قوته للخروج إلى بر الأمان بحثاً عن منطقة آمنة.
نتيجة لصعوبة جر الطفل لشقيقه، أسرعت فتاة يعتقد أنها شقيقته لتقديم المساعدة لهما والخروج من بلدة بيت لاهيا.
وكانت الطريق الوعرة، التي انتشرت فيها الحجارة نتيجة للقصف الإسرائيلي، عائقاً أمامه، أثناء دفع كرسي متحرك قديم يصعب التعامل معه.
نزوح جماعي جراء القصف
والثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2023، نزحت مئات العائلات الفلسطينية، من مناطق سكنها في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة جراء قصف إسرائيلي مكثف.
وتشهد بيت لاهيا قصفاً عنيفاً من جانب المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية، بالإضافة إلى سماع أصوات إطلاق نار.
وأدى القصف إلى نزوح مئات العائلات إلى مدينة غزة ومخيمي جباليا والشاطئ (شمال).
الثلاثاء أيضاً، أبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيين في مناطق داخل بيت لاهيا بإخلاء أماكن سكنهم؛ بدعوى أنها "منطقة قتال خطيرة".
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس": "إنذار عاجل إلى الموجودين في منطقة بيت لاهيا في بلوكات رقم 1778، و1774، و1761، و1765: أتم موجودون في منطقة قتال خطيرة".
ثم تابع: "يدعوكم الجيش إلى إخلاء المنطقة فوراً والتوجه نحو المأوى المعروف في البلوكات رقم 1770 و1766".
ويشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً على غزة، خلفت أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
فيما تواصل إسرائيل حربها المدمرة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".