يواصل الآلاف من الطلاب الاحتشاد في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك الأمريكية، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، فجر الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2024، تضامناً مع فلسطين وغزة، واحتجاجاً على ما واجهه زملاء لهم من قمع واعتقال، وسط ترقب لانتهاء المهلة التي حددتها إدارة الجامعة لإنهاء الاعتصام مهددة بالسماح للحرس الوطني باقتحام الجامعة لفض التجمع.
وفي أحدث تطور على الأحداث التي أشعلت وسائل الإعلام في أمريكا الأسبوع الجاري، أكد طلاب جامعة كولومبيا الذين يرفضون إنهاء احتجاجهم ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، أنهم لن يشاركوا في مفاوضات مع إدارة الجامعة، بحسب ما نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وفي وقت سابق، هددت الجامعة بإحضار الحرس الوطني والشرطة لقمع الاحتجاج، وذلك بعد أن سمحت جامعة كولومبيا لقسم شرطة نيويورك باعتقال أكثر من 100 من الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، الخميس.
وقال الطلاب المتظاهرون في بيان: "على مر التاريخ، شهدنا قمع المتظاهرين السلميين ومهاجمتهم بعنف من قبل الحرس الوطني: من متظاهري حركة "حياة السود مهمة"، إلى الطلاب الذين احتجوا على حرب فيتنام في ولاية كينت في أوهايو، والذين تعرضوا للضرب الوحشي والقتل بسبب تحدثهم سلمياً".
وأضافوا: "لن نستسلم للتهديدات الجبانة والترهيب الصارخ من إدارة تتصرف باستمرار بسوء نية وتتجاهل بشكل متكرر سلامة الطلاب".
فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن قائد احتجاجات بجامعة كولومبيا قوله: "على الجامعة فعل شيء بشأن الإبادة الجماعية بغزة والتوقف عن الاستثمار فيها".
وأظهرت فيديوهات نشرها ناشطون وبعضها من الجو حشداً كبيراً للطلاب المتظاهرين والمحتشدين في حرم الجامعة.
ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن رئيسة جامعة كولومبيا، مينوش شفيق، حددت موعداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق مع الطلاب لإخلاء مخيم الاعتصام، أو "سيتعين النظر في خيارات بديلة".
وشكّلت جامعة كولومبيا مركز الأحداث، بعدما اعتقلت الشرطة أكثر من 100 متظاهر مناهض للحرب على غزة الخميس، كانوا قد اعتصموا في الساحة الخضراء للجامعة قبلها بيوم.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتجاجات ضد رئيستها والمطالبات باستقالتها، فإن أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة برينستون في نيوجيرسي، طالبوا جامعة كولومبيا بإبعاد الشرطة عن الحرم الجامعي، وإعادة الطلاب الموقوفين على الفور.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه بعض أعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعة كولومبيا، إلى تنحي مينوش شفيق، مستشهدين بتصريحات لها أمام لجنة الكونغرس الأسبوع الماضي، تتضمن قيوداً على آراء الأساتذة في الأوساط الأكاديمية، فيما اعتبر آخرون أنها داست على حقوق الطلاب في حرية التعبير من خلال استدعاء الشرطة الأسبوع الماضي لفض المظاهرة.
تصاعد الاحتجاجات
في الإطار، طالب أعضاء جمهوريون كبار في مجلس الشيوخ الأمريكي، إدارة بايدن بإرسال ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين للحد من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، بحسب صحيفة "الغارديان".
حيث كتب 25 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بقيادة ميتش ماكونيل، أنه "يجب على وزارة التعليم وسلطات إنفاذ القانون الفيدرالية التحرك فوراً لاستعادة النظام"، واصفين الطلاب المتضامنين مع فلسطين بـ"الغوغائيين".
كما حث الجمهوريون في مجلس الشيوخ وزارة التعليم على إلغاء تأشيرات جميع الطلاب الأجانب ضمن برنامج التبادل، الذين شاركوا في ما سموه "الترويج للإرهاب".
وتتصاعد التوترات في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، حيث نصبت مجموعات الطلاب خياماً في أماكن الحرم الجامعي المركزي وتقدمت بمطالب مختلفة، بما في ذلك سحب جامعاتهم استثماراتها من الشركات التي تتعامل مع إسرائيل.
فيما حذر اتحاد الحريات المدنية في نيويورك، الجامعات من التسرع في استدعاء تطبيق القانون في بيان صدر الثلاثاء، وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة دونا ليبرمان: "يجب على المسؤولين ألا يخلطوا بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، أو أن يستخدموا حوادث الكراهية كذريعة لإسكات الآراء السياسية التي يعارضونها".
فيما قالت جامعة مينيسوتا إن تسعة متظاهرين في حرم توين سيتيز اعتقلوا أمس الثلاثاء، بعد رفض طلب بإزالة الخيام، فيما أعلنت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية، هومبولت، أنها ستغلق أبوابها الأربعاء، مع استمرار المتظاهرين بالتظاهر في مبنى الحرم الجامعي.
كما يحتج الطلبة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكلية إيمرسون وجامعة بوسطن وجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل.
أما في حرم جامعة ميشيغان، فقد تزايدت مظاهر الاحتجاج، حيث وصل عدد الخيام إلى ما يقرب من 40 خيمة.