مع بدء الاحتفالات الإسرائيلية لما يسمى "بعيد الفصح" اليهودي، صباح الإثنين 22 أبريل/نيسان 2024، نشرت شرطة الاحتلال الآلاف من عناصرها في أنحاء مدينة القدس، تزامناً مع اقتحام مستوطنين لباحات المسجد الأقصى، ومحاولات ذبح القرابين، وسط تحذيرات فلسطينية.
وجاء "عيد الفصح" في وقت تخشى فيه فتح جبهة المسجد الأقصى الآن، لأن الاعتداء عليه كان سبباً رئيسياً في معركة سيف القدس عام 2021، وشكلت معركة طوفان الأقصى عامل ردع لأي تحرك إسرائيلي استراتيجي تغييري تجاه المسجد الأقصى.
استنفار للاحتلال بالمدينة المقدسة
تركزت قوات الشرطة الإسرائيلية على مدينة القدس، وخاصة الأماكن المزدحمة "والأماكن المقدسة حفاظاً على أمن وسلامة المصلين وجميع سكان المدينة والوافدين إلى بواباتها"، بحسب ما أفاد موقع هيئة البث الإسرائيلي.
الموقع أشار إلى أن الشرطة تعمل بقوات متزايدة في غربي وشرقي المدينة، وفي أزقة البلدة القديمة بهدف "إتاحة ضمان حرية العبادة للمصلين الذين يتوافدون إلى الأماكن المقدسة".
وقررت شرطة الاحتلال نشر 3 آلاف عنصر بشكل يومي في مدينة القدس، وفرضت تشديدات على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، ما يشكل عيد الفصح الذي يستمر أسبوعاً، كابوساً على المقدسيين بسبب القيود والإجراءات المشددة.
اقتحامات استفزازية للمستوطنين
وتزامناً مع بدء الاحتفالات بـ"الفصح اليهودي"، اقتحم مستوطنون صباح الإثنين، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة لشرطة الاحتلال، حيث شكلوا مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة، حسبما أفادت دائرة الأوقاف الفلسطينية.
ودعت ما تسمى "إدارة جبل الهيكل" التابعة لاتحاد "منظمات الهيكل" أنصارها للتجمع عند باب المغاربة الساعة 10:30 مساء الإثنين للمطالبة بالسماح لهم باقتحام المسجد الأقصى في منتصف تلك الليلة لتقديم "قرابين الفصح" داخله.
ووفقاً لما تداولته وسائل إعلام فلسطينية، فإن شباناً فلسطينيين تصدوا لمستوطنين حاولوا، الإثنين، اقتحام المسجد الأقصى وإدخال ماعز لذبحه عشي عيد الفصح العبري.
وفي إطار تحضيراتها هذا العام، قدمت منظمة "عائدون إلى جبل الهيكل" طلباً رسمياً للشرطة الإسرائيلية للسماح لها بذبح "قُربان الفصح" داخل المسجد الأقصى المبارك بعد الانطلاق من ساحة البراق نحوه.
وفي الطلب قالت المنظمة المتطرفة إنها تريد ذبح القربان عند قبة السلسلة في صحن مصلى قبة الصخرة المشرفة أو على مقربة منها، بل قدمت المنظمة إغراءات بمنح مكافآت مالية ضخمة لمن ينجح من المستوطنين في تهريب وذبح القرابين داخل الأقصى خلال عيد الفصح، وتصل قيمة المكافأة إلى أكثر من 13 ألف دولار أمريكي.
محافظة القدس تحذر
من جهتها، حذرت محافظة القدس من مغبة إقدام الجمعيات الاستعمارية المدعومة من حكومة نتنياهو المتطرفة، ومن المتطرف إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإدخال قرابين حيوانية، وذبحها في ساحاته، خلال الأيام القادمة، لمناسبة أعياد الفصح اليهودية.
المحافظة قالت، في بيان الاثنين، "إن حكومة نتنياهو المتطرفة تسعى منذ وقت طويل إلى خلق وضع قائم جديد في القدس بشكل عام، وفي المسجد الأقصى المبارك، بشكل خاص".
البيان أضاف: "وتأتي دعوات الجمعيات الاستعمارية في الأيام الماضية لجموع المستعمرين إلى اقتحام المسجد الأقصى وذبح القرابين الحيوانية فيه لتؤكد نوايا الاحتلال بالسيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه مكانياً والسماح للمتطرفين باقتحامه طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة".
وأكدت المحافظة، في بيانها، أن انشغال المجتمع الدولي بالعدوان الغاشم على أهلنا في غزة أعطى فرصة سانحة لحكومة الاحتلال، وقطعان المستعمرين، وجمعياتهم الاستعمارية، لزيادة أعداد المقتحمين التي ستبلغ الآلاف، إذا ما استطاعت هذه الجمعيات تنفيذ مخططاتها وذبح قرابينها المزعومة (البقرات الحمراء)، والتي جلبتها من الولايات المتحدة الأمريكية في المسجد الأقصى وتطهير آلاف اليهود مما يسمونه دنس الأموات حسب معتقداتهم.
أيام عصيبة في "عيد الفصح"
وخلال العامين الأخيرين لم يمر "عيد الفصح" اليهودي هادئاً في ساحات ومصليات أولى القبلتين خاصة أنه تزامن مع شهر رمضان المبارك.
وفي عام 2023، اقتحم المسجد الأقصى خلاله 3430 متطرفاً ومتطرفة أدوا طقوساً وصلوات تلمودية، وارتدى كثيرون منهم الملابس التوراتية البيضاء.
كما نفذت جماعات الهيكل المتطرفة طقوس ذبح القربان على السور الجنوبي للمسجد، ونشرت "6 حقائق" للتحريض على ذبحه في الأقصى قائلة "دمه هو رابطة عهدنا مع الرب، وإذا أتيتم بالآلاف إلى أبواب الأقصى ستمكّننا الحكومة من فرض القربان".
وفي عام 2022، اقتحم ساحات الأقصى 3670 متطرفاً ومتطرفة خلال العيد، وضُبطت نحو 15 محاولة تهريب للقرابين الحيوانية إلى المسجد قُبيل الفصح وخلاله.
ولا يمكن ذكر عيد الفصح في رمضان 2022 دون التطرق إلى الاقتحام الذي نفذته قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، بُعيد صلاة فجر الجمعة الموافق 15 أبريل/نيسان، واعتدت على 30 ألف مصلّ بشكل وحشي، مما أسفر عن وقوع 158 إصابة واعتقال 476 من المعتكفين داخل المصلى القبلي بعد اقتحامه، وتسلم جميع هؤلاء أوامر بالإبعاد عن المسجد المقدس لفترات متفاوتة.