تترقب تركيا والعراق قفزة متميزة في العلاقات بينهما خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى بغداد الإثنين 22 أبريل/نيسان، لا سيما بعد تصريحات أدلي بها مسؤولون أتراك وعراقيون الأحد، حول الزيارة التي ستشهد توقيع اتفاقيات عدة، فضلاً عن بحث ملفات المياه وطريق التنمية واستئناف صادرات النفط.
اتفاقيات الزيارة
المسؤولون الأتراك وعلى رأسهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تحدث عن زيارة أردوغان لبغداد ومدينة أربيل (شمال) خلال مؤتمر صحفي الأحد في إسطنبول، كاشفاً أنه جرى إتمام الاتفاقات الأولية لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية خلال زيارة العراق، في مجالات مثل الأمن والطاقة والزراعة والمياه والصحة والتعليم.
الزيارة وفقاً لـ"هاكان"، هدفها تطوير العلاقات (مع العراق) بحيث يكون الاستقرار الإقليمي والازدهار والتنمية ممكناً بينهما، إضافة إلى إضفاء طابع مؤسسي على العلاقات، وبذل ما بوسع البلدين لتطوير النظام والازدهار في المنطقة، وتجنب ذكرها بالاضطرابات الداخلية والصراعات والحروب.
مشروع طريق التنمية
وخلال المؤتمر، سلط وزير الخارجية التركي الضوء على مشروع طريق التنمية، إذ أعرب عن اعتقاده بأن العلاقات التركية العراقية ستكون مثالاً هاماً في المنطقة، وخاصة مع تنفيذ المشروع الذي يوليه الرئيس أردوغان، أهمية كبيرة.
مشروع التنمية بين البلدين تحدث عنه أيضاً الأحد، وزير المواصلات والبنى التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، وقال إنه عند اكتمال مشروع طريق التنمية الذي يمر من العراق والأراضي التركية، فإن عملية شحن البضائع ستنخفض إلى 25 يوماً.
وفي تصريح تلفزيوني أوضح أورال أوغلو أن حركة السفن التي تمر عبر قناة السويس تستغرق 35 يوماً، وأكثر من 45 يوماً عبر رأس الرجاء الصالح، أما عند اكتمال طريق التنمية فإن الوقت سينخفض إلى 25 يوماً.
مراحل مشروع التنمية
وحول مراحل المشروع، تحدث أورال وقال إن المرحلة الأولى منه سيتم تشغيلها العام المقبل، مشيراً إلى أنهم يخططون لبناء 1200 كم من السكك الحديدية والطرق السريعة ونقل الطاقة وخط للاتصالات ضمن نطاق المشروع.
وفي إطار المشروع وفقاً لأورال، سيتم بناء خط سكة حديد من قرية "أوفاكوي" الحدودية مع العراق إلى أوروبا، مؤكداً أن مشاريع النقل الوطنية والدولية لها أهمية حيوية لتركيا.
ومشروع "طريق التنمية"، طريق برية وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبلغ طول الطريق وسكة الحديد 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف المشروع إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
"التطلع لعلاقات متميزة"
وفي سياق زيارة أردوغان، أعرب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الأحد، عن تطلع بلاده إلى "علاقات متميزة مع الجارة تركيا على مختلف الصعد".
الرئاسة العراقية قالت في بيان إن الرئيس رشيد، استقبل السفير التركي علي رضا كوناي، في قصر السلام ببغداد الأحد، واستعرضا الترتيبات الجارية لزيارة الرئيس أردوغان.
وأوضحت الرئاسة أنه "جرى خلال اللقاء، التأكيد على تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين".
وأكد رشيد "أهمية تدعيم العلاقات والتعاون بين بغداد وأنقرة، وتعزيز العمل المشترك على الصعيدين الدولي والإقليمي لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة"، مشدداً على أن "العراق يتطلع إلى علاقات متميزة مع الجارة تركيا على مختلف الصعد".
من جانبه، أعرب السفير كوناي، عن سعي تركيا إلى "توطيد التعاون والتنسيق المتبادل للخروج بتفاهمات مشتركة بشأن المسائل بين البلدين والقضايا الإقليمية"، وفق البيان.
والخميس، قال متحدث الحكومة العراقية باسم العوادي، إن الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق الإثنين، تمثل "نقلة نوعية" في العلاقات الثنائية بين البلدين، وستشهد مناقشة "ملفات مهمة".
وسبق أن قال وزير التجارة التركي عمر بولات في مقابلة مع الأناضول إن بغداد وأنقرة ستوقعان خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى العراق، "إعلاناً مشتركاً بشأن إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، وبروتوكول إنشاء آلية التشاور والتعاون في مجالات سلامة المنتجات والحواجز التقنية".