أبدت السفارة القطرية في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 16 أبريل/نيسان 2024 دهشتها من تصريحات أدلى بها عضو ديمقراطي في الكونغرس الأمريكي بشأن أزمة الأسرى في غزة وتهديده "بإعادة تقييم" العلاقة الأمريكية مع قطر، وذلك وفق ما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية في نسختها الإنجليزية.
وقال عضو الكونغرس ستيني هوير يوم الإثنين إن قطر، التي تتوسط مع مصر في مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، يجب أن تبلغ حماس أنه ستكون هناك "تداعيات" إذا استمرت الجماعة الفلسطينية المسلحة "في عرقلة التقدم نحو إطلاق سراح الرهائن وتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار".
السفارة القطرية في أمريكا تنتقد نائب ديمقراطي
قال هوير في بيان: "العواقب يجب أن تشمل قطع التمويل عن حماس أو رفض منح قادة حماس اللجوء في الدوحة. إذا فشلت قطر في ممارسة هذا الضغط، فيجب على الولايات المتحدة إعادة تقييم علاقتها مع قطر".
ورداً على ذلك، قالت قطر إن تعليقات هوير لم تكن "بناءة" وجاء في بيان السفارة "قطر مجرد وسيط. نحن لا نسيطر على إسرائيل أو حماس. إسرائيل وحماس مسؤولان بالكامل عن التوصل إلى اتفاق".
وأضافت: "بالطبع، كان التقدم الأخير بطيئاً، وعضو الكونغرس هوير ليس وحده الذي يشعر بالإحباط. لكن إلقاء اللوم والتهديد ليس أمراً بناء".
كما أضاف البيان أن قطر هي حليف رئيسي من خارج الناتو، وتستضيف حالياً 10 آلاف جندي أمريكي وأكبر وجود عسكري أمريكي في الشرق الأوسط ورفض بيان السفارة أيضاً اقتراح هوير بأن حماس لا ينبغي أن تكون في قطر.
وقال البيان كذلك: "من المغري بالتأكيد أن نفعل ما يقترحه ونبتعد عن الأطراف التي تبدو متعنتة.. لكن من المفيد أن نتذكر أن دور الوساطة القطري موجود فقط لأن الولايات المتحدة طلبت منا في عام 2012 أن نلعب هذا الدور، حيث إن إسرائيل، للأسف، وحماس ترفض التحدث مع بعضها البعض بشكل مباشر".
جدير بالذكر أن حماس قتلت 1200 شخص واحتجزت 253 أسيراً إسرائيلياً خلال توغلها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في جنوب إسرائيل، وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية. ولا يزال هناك ما يقدر بنحو 129 أسيراً في غزة، وتحدث المفاوضون عن إطلاق سراح حوالي 40 رهينة في المرحلة الأولى من صفقة محتملة مع حماس.
وأدت موجة القتل التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى قيام إسرائيل بشن هجوم بري وجوي على غزة، والذي يقول مسؤولون فلسطينيون إنه أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني.
في سياق موازٍ، فقد دعا وزير الدفاع القطري خالد العطية، ونظيره الأمريكي لويد أوستن، الإثنين، إلى "ضرورة خفض التصعيد في المنطقة"، على خلفية تهديد إسرائيل بالرد على الرد الإيراني على استهداف أحد مبانيها الدبلوماسية بدمشق مطلع أبريل/نيسان 2024. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه العطية من أوستن، وفق بيان وزارة الدفاع القطرية.
وحسب البيان "جرى خلال الاتصال مناقشة آخر التطورات والأوضاع التي تمر بها المنطقة". كما دعا الجانبان إلى "ضرورة ضبط النفس من جميع الأطراف وضرورة التهدئة وخفض التصعيد"، وفق المصدر ذاته.
ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخاً وطائرة بدون طيار تجاه إسرائيل، وزعمت تل أبيب أنها اعترضت 99% منها، فيما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافاً إسرائيلية "بنجاح".
وهذا أول هجوم تشنه إيران من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر حلفاء، وجاء رداً على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/نيسان 2024.
ولم تعترف تل أبيب أو تنفِ رسمياً مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء والاتهامات المتبادلة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن، إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.