رجحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، رداً إسرائيلياً سريعاً على إيران، فيما قال موقع "واللا" الإسرائيلي، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد لنظيره الأمريكي لويد أوستن بضرورة الرد على طهران.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وغربيين (لم تسمّهم) قولهم إنهم يتوقعون أن "ترد إسرائيل بسرعة على الهجوم الإيراني".
واستطرد المسؤولون بالقول إن "الولايات المتحدة لن تشارك في أي عملية هجومية ضد إيران من هذا القبيل".
وتدفع الولايات المتحدة إسرائيل إلى عدم القيام بأي تحرك قد يؤدي إلى توسيع الصراع بالمنطقة، حسب المصدر نفسه.
"ليس أمام إسرائيل من خيار"
في سياق متصل، قال موقع "والا" العبري، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن أنه "ليس أمام تل أبيب خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني"، وفق إعلام عبري.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي ومصدر آخر مطلع، لم يسمهما، قولهما إن "غالانت قال لأوستن في مكالمة هاتفية، الأحد 14 أبريل/نيسان 2024، إنه ليس أمام إسرائيل خيار سوى الرد على الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل".
وأضاف غالانت خلال الاتصال أن إسرائيل "لن تكون قادرة على قبول واقع جديد يتم فيه إطلاق الصواريخ الباليستية عليها ولا ترد"، بحسب المصدر ذاته.
الرد الأمريكي
وأوضح المصدران للموقع العبري أن غالانت شدد خلال الاتصال على أن إسرائيل أيضاً "لن تكون قادرة على قبول وضع، ترد فيه إيران بهجوم من أراضيها على إسرائيل في كل مرة تقوم فيها تل أبيب بهجمات في سوريا".
كما تابع موقع والا: "بدوره نقل أوستن إلى غالانت رسالة مشابهة لتلك التي نقلها الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء نتنياهو خلال محادثتهما السبت"، مؤكداً أنه "يجب فعل كل شيء لتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة".
فيما رفض مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التعليق على ما أورده موقع "والا".
بينما جاء في البيان الرسمي لمكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن المكالمة الهاتفية أن غالانت أعرب عن "تقديره الكبير للتعاون والتنسيق بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأمريكي لصد الهجوم الإيراني".
من جهتها، قالت الدفاع الأمريكية في بيان حول المحادثة ذاتها إن أوستن أكد لغالانت أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست معنية بالتصعيد، إلا أنها ستواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة".
وبحسب الموقع العبري تحث إدارة بايدن وبعض حلفاء إسرائيل في الغرب حكومة نتنياهو على "عدم التسرع في شن هجوم مضاد، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد إقليمي".
وسبق أن أشار مسؤولون أمريكيون بارزون إلى أن بايدن أبلغ نتنياهو خلال محادثتهما، السبت، أنه يجب عليه أن يدرس "بحذر وبشكل استراتيجي طريقة الرد، واقترح عليه أن يكتفي بالانتصار الممثل في احتواء الهجوم الإيراني"، وفق المصدر ذاته.
الرد على طهران
وتواصل إسرائيل دراسة سبل الرد على الهجوم الإيراني، حيث عقد الإثنين، اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي استمر 3 ساعات لبحث الموضوع دون التوصل لقرار، ومن المتوقع استئنافه الثلاثاء، وفق ما نقله إعلام عبري.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن مجلس وزراء الحرب ناقش مجموعة من الخيارات في اجتماعه الإثنين، بهدف إيذاء إيران بعد هجومها بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، لكن دون التسبب في حرب شاملة.
ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخاً وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99% منها، فيما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافاً إسرائيلية "بنجاح".
وهذا أول هجوم تشنه إيران مباشرة من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر جماعات موالية لها بينها "حزب الله" في لبنان، وجاء رداً على هجوم استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق، مطلع أبريل/نيسان الجاري.
وتتهم طهران تل أبيب بشن هجوم دمشق الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
فيما لم تعترف تل أبيب أو تنفِ رسمياً مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة.