ونقلت عن رئيس مجلس قروي الساوية محمود حسن، قوله إن "عشرات المستوطنين من مستعمرة عيلي، المقامة على أراضي المواطنين جنوب نابلس، هاجموا منازل المواطنين في المنطقة الشرقية من القرية (…) وأطلقوا الرصاص الحي صوب المنازل، وهاجموا المواطنين بالحجارة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات".
كما نقلت عن الناشط في مواجهة الاستيطان فؤاد حسن، قوله، إن مستوطنين "هاجموا المواطنين في الجهة الجنوبية والشرقية من قرية قُصرة، وأطلقوا النار صوب المنازل وأحرقوا محلاً تجارياً".
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، إن شاباً (36 عاماً) أُصيب "بالرصاص الحي في الفخذ، ونقلته إلى مستشفى رفيديا (في نابلس)" خلال مواجهات شهدتها بلدة بيت فوريك.
ووفق تلفزيون فلسطين (حكومي)، فإن حصيلة الإصابات في اعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية منذ مساء الجمعة، بلغت 50 إصابة.
يأتي ذلك فيما أعلن "نادي الأسير" (مؤسسة حقوقية) استــشهاد الأسير عبد الرحيم عبد الكريم عامر (59 عامًا) من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية في سجن (هداريم)، وهو معتقل منذ 17/3/2024، ومحكوم بالسجن لمدة شهر بذريعة الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948 بدون تصريح.
تنديد ودعوات للمقاومة
من جهته، دعا رئيس حركة حماس بالضفة الغربية زاهر جبارين، كل أبناء شعب فلسطين في الضفة الغربية أن ينتفضوا ضد قوات الاحتلال.
وقال زاهر جبارين في حديث لـ"الجزيرة": "الضفة الغربية هي في قلب الخطة الصهيونية، والاحتلال يريد ابتلاع حقوق شعبنا".
وأضاف جبارين: "الاحتلال يضع العديد من الحواجز في الضفة الغربية لطرد شعبنا وإجباره على الرحيل إلى الأردن، وأن حكومة الاحتلال الحالية اتخذت قراراً بطرد الفلسطينيين من أرضهم بالضفة الغربية وقطاع غزة".
وقال رئيس حركة حماس في الضفة الغربية: "لدينا الحق كشعب فلسطيني في مقاومة الاحتلال، وعلى السلطة الفلسطينية وأبو مازن وقف التنسيق الأمني فوراً مع الاحتلال".
كما قال جبارين: "أبناء الضفة الغربية يقاومون قطعان المستوطنين منذ أكثر من عامين، والضفة الغربية لم ولن ترفع الراية البيضاء لقوات الاحتلال".
من جانبها، اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، السبت، أن الحكومة الإسرائيلية تدفع نحو الزج بالضفة الغربية في أتون حرب شوارع.
جاء ذلك تعقيباً على تصعيد مستوطنين إسرائيليين، بحماية من الجيش، من اعتداءاتهم بالضفة الغربية منذ اختفاء فتى مستوطن منذ الجمعة، والعثور على جثته السبت.
وقالت "الجهاد الإسلامي" في بيان، إن "الاعتداءات المجرّمة التي يرتكبها المستوطنون الصهاينة بتحريض حكومي وبحماية المؤسسة العسكرية ضد أهلنا في الضفة الغربية المحتلة وأراضيهم وبيوتهم تأتي في سياق المخططات التي يعد لها الكيان لتهجير شعبنا من الضفة، واستكمالاً لحرب الإبادة ضد شعبنا الأبي والمتمسك بأرضه في غزة".
وأضافت أن "مشاهد المستوطنين المدججين بالسلاح وهم يعتدون على أبناء شعبنا ويرتكبون الجرائم، تعكس عقلية العصابات التي نشأ عليها الكيان ومساعيه للزج بالضفة في أتون حرب شوارع".
ودعت الحركة "قوى المقاومة للقيام بواجبها في الدفاع عن أبناء شعبنا بكل السبل والأدوات التي تمتلكها".
وبالتزامن مع حرب متواصلة على غزة، زاد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، كما صعَّد الجيش الإسرائيلي عملياته، ما أدى إلى مقتل 463 فلسطينياً، حتى أمس الجمعة، وإصابة نحو 4 آلاف و750 واعتقال 8 آلاف و215، حسب مصادر فلسطينية.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
وخلّفت الحرب أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.