قال السيناتور الأمريكي تيم كين، المرشح السابق لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة، والصوت البارز في السياسة الخارجية في الحزب الديمقراطي، في مقابلة أجراها مع صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2024، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بات يدرك الآن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خادعه" خلال الأشهر الأولى من الحرب في غزة، وهو عازم على "ألا يحدث ذلك مرة أخرى".
اتَّهم كين في المقابلة رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بأنه جعل إسرائيل "أقل أماناً إلى حدٍّ بعيد"، وأضرَّ بعلاقتها طويلة الأمد مع الولايات المتحدة. وقال السيناتور إن الرئيس الأمريكي أدرك بمرور الوقت قلةَ نفوذه على نتنياهو.
رد فعل عسكري
أكَّد كين مراراً، في بيانات منشورة على موقعه الإلكتروني، وفي تصريحات مختلفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، دعمه لما يراه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه انضم إلى غيره من الديمقراطيين الذين أعربوا في الآونة الماضية عن ذعرهم المتزايد من آثار "الرد العسكري القاسي" الذي شنته إسرائيل على غزة، وأودى بحياة أكثر من 33 ألف فلسطيني، وأحدث مجاعة توشك أن تعمَّ القطاع.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الرئيس الأمريكي أيَّد نتنياهو تأييداً قوياً في بداية الحرب، لكنه لم يفعل شيئاً ذا شأن حين استمرت إسرائيل في إمطار غزة بالقنابل، وما أعقب ذلك من نزوح جماعي للأهالي، ووقوعهم تحت براثن المجاعة والمرض؛ فضلاً عن قتل القوات الإسرائيلية لـ7 من عمال الإغاثة التابعين لـ"المطبخ المركزي العالمي" الأسبوع الماضي. وتقول الصحيفة إن هذا النهج من الإدارة الأمريكية استدعى إدانة كثير من المحتجين في الحزب الديمقراطي لأنهم يرون أن بايدن "أخطأ في تقدير" مدى نفوذه على نتنياهو.
وقال كين لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "أعتقد أن بايدن ظنَّ أن العلاقة الوثيقة والود الذي لطالما أكنَّه لإسرائيل خلال مسيرته السياسية سيجعلان القيادة الإسرائيلية تنصت إليه. وأحسب أنه محبط إحباطاً شديداً لأنه كان يحاول أن ينصحهم، من موقع المحبة لا العداوة، فكان يقول لهم: "إن كنتم تسمعون مني، فأنا أقول إن هذا خير لكم. ولا تحسبوا أني أقول ذلك لأن فيه الخير لي فقط، بل أقوله لأني أرى فيه الخير لكم أيضاً"".
انتقادات لحكومة إسرائيل
في حين قالت الصحيفة البريطانية إن كين انتقد القيادة الإسرائيلية انتقاداً مباشراً، فهو يرى "أن بنيامين نتنياهو جعل إسرائيل أقل أماناً إلى حدٍّ بعيد خلال ولايته الطويلة لرئاسة الوزراء"، و"سيؤول الأمر به إلى أن يصبح واحداً من أنجح السياسيين، لكن من أكثر المسؤولين الحكوميين تدميراً وضرراً في الساحة العالمية خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، لأنه ناجح إذا كان معيار القياس قدرته على التمسك بمنصبه، أما إذا كان المعيار تأثيره في جعل إسرائيل أقل أمناً وأماناً، فسترى أن في هذا الأمر عبرة. فقد يكون المرء مرشحاً وسياسياً ناجحاً، وينتهي به الأمر مسؤولاً عاماً غير ناجح، أو حتى ذا تأثير مدمر".
وبناءً على ذلك، قال السيناتور للصحيفة البريطانية: "أعتقد أن الرئيس بايدن قد تخطى ظنَّه الأول، وأدرك أنه لن يكون قادراً، بقوةِ العلاقة فقط، على إقناع نتنياهو بأن يخالف طبيعته".
واستدل كين على تغيُّر نهج بايدن بمكالمته الأخيرة لنتنياهو وما تبعها من إجراءات إسرائيلية لتحسين الوضع الإنساني في غزة، "فقد أعادوا تشغيل المياه في شمال غزة. وسمحوا للمخابز ببدء العمل مرة أخرى. وأعلنوا أنهم سيسحبون قواتهم من جنوب غزة، وربما يتخذون إجراءات أخرى، لأنني أعتقد أنه [نتنياهو] سمع صوت جو بايدن أخيراً، وهو يقول له: "نعم، أنا صديق، ولكنك خادعتني، وأنا أدرك الأمر؛ ولن أدع ذلك يحدث مرة أخرى".
ويرى كين أن "نتنياهو جعل إسرائيل أقل أماناً بوضوح، وهو الآن يضر بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي كانت ثابتة إلى حد ما، وكان الاعتماد عليها أمراً مفروغاً منه"، و"ما يجب أن يحدث هو التوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن، ووقف ممتد لإطلاق النار، وإرسال فوري لمزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وإذا حدث ذلك، فسنشهد تراجعاً في التصعيد في البحر الأحمر ومع حزب الله ومع الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا، وبعد ذلك يتعين علينا النقاش بشأن مستقبل فلسطين".