انتشل فلسطينيون، الإثنين 8 أبريل/نيسان 2024، العشرات من جثث القتلى الملقاة في الشوارع، بعد انسحاب جيش الاحتلال من خان يونس جنوبي قطاع غزة، قبل أن ينقلوهم إلى المستشفيات بمدينتي رفح (جنوب) ودير البلح (وسط).
وذكر مصدر أن طواقم الإسعاف "نقلت 56 شهيداً تم انتشالهم عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق مختلفة في مدينة خان يونس".
في السياق، ذكر شهود عيان أنه عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي تم العثور في الطرقات الرئيسية والأزقة وتحت أنقاض المنازل المدمرة على جثث فلسطينيين، عدد كبير منها متحللة أو تظهر عليها آثار نهشها من الكلاب والقطط أو دهسها بجنازير الدبابات الإسرائيلية.
فيما لم تصدر إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية حول أعداد جثث الشهداء التي تم العثور عليها بعد الانسحاب الإسرائيلي.
صدمة الأهالي
فقد عبّر فلسطينيون من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة عن صدمتهم إزاء مشاهد الدمار التي خلفها الجيش الإسرائيلي عقب انسحابه.
وكشف هذا الانسحاب عن دمار هائل في الأحياء السكنية، حيث تضررت منازل وعمارات وأبراج بشكل كبير، بالإضافة إلى تدمير بنى تحتية ومنشآت اقتصادية بشكل كبير.
ولم يتخيل الفلسطينيون حجم الدمار الذي تسبب به الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية في خان يونس، والذي تكشف بعد انسحابه منها.
لا يوجد سوى الدمار
بعد سماع أنباء انسحاب الجيش الإسرائيلي من خان يونس، سارع الشاب الفلسطيني محمد أبو دياب (31 عاماً) لتفقد منزله، ووجده مدمراً بفعل الحرب.
يقول أبو دياب: "بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، رجعت لأرى منزل عائلتي ووجدته مدمراً بشكل كامل". وأضاف: "جئت لأحصل على بعض الملابس لارتدائها، لكنني وجدت الدمار".
ثم تابع: "لم يُدمر بيت عائلتي فقط، بل دُمر كل شيء، حتى الشوارع لا يمكن المشي فيها".
بدوره، لم يتمكن الفلسطيني رجب أبو عقلين (54 عاماً) الذي نزح من خان يونس لرفح، من تحديد موقع منزله بالمدينة المنكوبة، بسبب حجم الدمار الهائل في منطقة سكنه.
يقول أبو عقلين، للأناضول: "بعد انسحاب الجيش، توجهت من رفح التي نزحت إليها إلى خان يونس، حيث واجهت دماراً هائلاً لم أستطِع تصوره بسبب تحديد مكان سكني".
كما أضاف: "جئت ورأيت دماراً لا يوصف، لم أشهده في حياتي ولا مثيل له". وتابع: "هنا لا مياه ولا بنية تحتية بسبب الحرب على غزة، لكن سنقاوم ونعيش فوق الركام في خيمة".
انسحاب جيش الاحتلال من خان يونس
والأحد 7 أبريل/نيسان 2024، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، سحب قواته من خان يونس، بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها، بالتزامن مع مضي نصف سنة على بدء الحرب الأطول مدة حتى الآن على غزة.
وقال جيش الاحتلال: "اليوم الأحد الموافق 7 أبريل/نيسان الجاري استكملت الفرقة 98 مهمتها في منطقة خان يونس"، وغادرت قطاع غزة لغرض "الانتعاش والاستعداد للمهام المستقبلية".
واستدرك أنه "في قطاع غزة يستمر نشاط قوة كبيرة تابعة للفرقة 162 ولواء ناحال، الذي سيحافظ على حرية تصرّف قوات الجيش في القطاع لشن عمليات دقيقة تستند إلى المعلومات الاستخباراتية".
وبدأ اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لخان يونس في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، بهدف استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه ووفق مزاعمه بالانسحاب، يكون قد خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، وزادت أوضاعهم سوءاً منذ أن بدأت حرباً مدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق هذه المنظمات.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 6 أشهر أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وعلى أبواب عيد الفطر، تواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".