وجود إسرائيل موضع شك للمرة الأولى! تقرير لـ”وول ستريت” يرصد ما يواجهه الاحتلال بعد 6 أشهر من “7 أكتوبر” 

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/07 الساعة 18:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/07 الساعة 19:08 بتوقيت غرينتش
جانب من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة/ رويترز

حذر مؤرخون وخبراء إسرائيليون من الخطر الذي يلحق بدولة الاحتلال إن استمرت حكومة بنيامين نتنياهو في حربها على قطاع غزة، في تقرير نشرته  صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأحد 7 أبريل/نيسان 2024. 

بحسب الصحيفة الأمريكية، فقد بدت إسرائيل على أعتاب حقبة جديدة من الاعتراف بها بين دول العالم الإسلامي، حيث كانت على مقربة من اتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية سيجلبها إلى مركز الشرق الأوسط بترتيبه الجديد بعد سنوات من تهميشها. كما بدا أنَّ الصراع التاريخي مع الفلسطينيين الذي خيم على وجودها طوال معظم تاريخها الممتد لـ75 عاماً، قد تراجع أخيراً إلى الخلفية على مستوى العالم، ثم في 7 أكتوبر/تشرين الأول تغير كل شيء.

حيث صارت إسرائيل أقرب إلى المنبوذة عالمياً من أي وقت مضى، واتفاق السلام السعودي الخاص بها معلق، وعادت القضية الفلسطينية مرة أخرى. ودخلت إسرائيل في جدال مفتوح مع حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة. وقد تضاءلت مساحة الأراضي الصالحة للعيش في إسرائيل بعد إجلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين من مستوطنات محيط غزة والحدود الشمالية بالقرب من لبنان إثر المعارك.

من جانبه، يقول المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس: "صار طول أجل إسرائيل موضع شك للمرة الأولى منذ ولادتها". وأضاف أنَّ المرة الوحيدة التي واجهت فيها إسرائيل تهديداً وجودياً مماثلاً كانت في حرب تأسيسها عام 1948.

فيما قال الكاتب والفيلسوف الإسرائيلي، ميكا غودمان، إنَّ إسرائيل تواجه معضلة حيث تريد أن يحبها الغرب، وفي الوقت نفسه يهابها أعداؤها في الشرق الأوسط لضمان وجودها على المدى الطويل، وأوضح: "هذا هو المأزق الذي نعلق فيه".

ومع استمرار الحرب في غزة، لا يزال الإسرائيليون لا يعرفون ما إذا كان الأسوأ لم يأتِ بعد.

كذلك تقف الضفة الغربية على حافة الهاوية. وتزداد احتمالات اندلاع حرب شاملة مع جماعة حزب الله اللبنانية في جنوب لبنان، وتستعد إسرائيل أيضاً لرد انتقامي من إيران أو إحدى الميليشيات المتحالفة معها بسبب الغارة الجوية التي يُشتبَه أنها إسرائيلية، يوم الإثنين 1 أبريل/نيسان على مبنى دبلوماسي إيراني في سوريا.

وقد بدأت إسرائيل تشعر بالتأثير الاقتصادي للحرب، مع اضطرار مئات الآلاف من جنود الاحتياط إلى ترك وظائفهم للقتال في الحرب.

وفي خضم كل هذا، لم تحقق إسرائيل أياً من أهدافها الحربية المتمثلة في إعادة جميع الرهائن الذين اختُطِفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وطرد حماس من غزة.

وبالنسبة للقيادة السياسية الإسرائيلية، تحدى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول فكرة إمكانية احتواء الصراع مع الفلسطينيين من خلال مزيج من التدابير الأمنية والحوافز الاقتصادية، وليس من خلال اتفاق سلام. 

فلسطينيون أمام دبابة للاحتلال الإسرائيلي يوم طوفان الأقصى/الأناضول

واعتقدت إسرائيل أنها تستطيع أن تزدهر اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، على الرغم من استمرار الاحتلال في الضفة الغربية ووجود جهات فاعلة معادية على حدودها الجنوبية والشمالية. وقد كانت الحياة الطبيعية بمثابة الوعد الذي بدا أنه تحقق، لكنه تحطم بعد ذلك.

وقال رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي يوهانان بليسنر: "اصطدمت هذه الفكرة بحائط صد، وأثبتت فشلها التام في 7 أكتوبر/تشرين الأول".

ويحدث كل هذا في الوقت الذي لا يزال فيه الإسرائيليون منقسمين حول قيادة البلاد وتعامل الحكومة مع الحرب. إذ يتعرض ائتلاف نتنياهو اليميني والقومي المتطرف والمحافظ دينياً مرة أخرى للهجوم من المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين يطالبون بإجراء انتخابات جديدة، بحسب الصحيفة. 

وامتدت الانقسامات بين أعضاء حكومة نتنياهو الحربية حول كيفية توزيع الأولوية بين هدفي الحرب المتضاربين المتمثلين في إنقاذ الرهائن أو تدمير حماس إلى الرأي العام؛ مما أدى إلى تعميق الشعور بأنَّ القيادة تحارب نفسها في الوقت الذي تخوض فيه حرباً أيضاً.

ويقول نتنياهو إنَّ النصر قريب، لكن تظهر استطلاعات الرأي أنَّ غالبية البلاد غير مقتنعة.

في الوقت نفسه، لا تُظهِر حماس أية علامة على نية الاستسلام. ويستطيع نشطاء حماس التسلل إلى المناطق بمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية، وهي علامة على أنَّ التمرد آخذ في التصاعد.

إضافة إلى ذلك، تحِد التوترات المتصاعدة مع إدارة بايدن من خيارات إسرائيل بشأن المعركة النهائية للسيطرة على رفح، مدينة غزة المتاخمة لمصر.

حيث قال نتنياهو إنَّ إسرائيل ستنفذ عمليتها في رفح دون موافقة أمريكية، إذا لزم الأمر.

فيما حذر غودمان: "إذا استولينا على رفح وخسرنا أمريكا، فقد خسرنا الحرب".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ ستة أشهر، حرباً مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".

تحميل المزيد