تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عربياً مقطع فيديو قالوا إنه للإعلامية والمذيعة الكويتية حليمة بولند، وهي ترتكب واقعة عنصرية مثيرة للجدل.
حيث نشرت بولند مقاطع مصورة لها على حسابها الرسمي في تطبيق "سناب شات"، وهي ترحب بمؤثرة الموضة والأزياء الكويتية "فينيسيا"، مع عدد من السيدات السودانيات في منزلها، وذلك في إطار فعاليتها الرمضانية التي حملت اسم "مطبخ حليمة"، الذي تقدم من خلاله وصفات رمضانية مع مجموعة من الضيوف المشاهير والمؤثرين من مختلف الجنسيات، قبل أن تتفوه بعبارات اعتبرها المتابعون "مسيئة ومهينة لأصحاب البشرة السمراء".
حليمة بولند تعبر عن حبها للسودانيين باستخدام المكياج!
وفي مقطع الفيديو المقصود، الذي تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، تقول المذيعة الكويتية حليمة: "تحية للسودان وأهل السودان.. وأنا من محبتي للسودانيين شوفوا لوني اليوم"، مشيرة بيدها إلى لون وجهها الذي بدا داكناً أكثر من لون بشرتها الطبيعي.
العبارة التي قالتها الإعلامية المعروفة، أثارت موجة من الجدل والغضب عبر الإنترنت، بين من وصفها بالجهل ومحاولة لفت الانتباه، وصولاً إلى من اعتبرها جريمة عنصرية متعمّدة تستحق عليها العقوبة والمُحاسبة.
ومن بين أبرز التعليقات بمنصة إكس (تويتر سابقاً)، على مقطع الفيديو المثير للجدل بعدما تم تداوله على حسابات مختلفة، يقول حساب باسم منصور عجيبي: "هذه عنصرية بحتة"، لافتاً إلى أن "التقليد (يكون) بالأزياء إذا تبي (تريدين أن) تكوني سودانية، أما اللي تسويه (الذي تفعلينه).. هذه عنصرية".
بدورها تقول الناشطة صاحبة حساب ماجدة الحداد: "أقبح وأشد عنصرية هي إنك تلون وجهك عشان توري (تُري) أصحاب البشرة السمراء أنك متعاطف معهم"، واتهمتها بالجهل والتخلف، مضيفة: "الدليل على قبحها وعنصريتها أنها مُبقية أكتافها يلمعون بالبياض".
من جانبها، قالت مدونة أخرى صاحبة حساب باسم أمل: "يا ليت أحد يعلم حليمة أن السودانيين ماهم كلهم سمر (داكني البشرة) وتترك عنها هالحركات اللي مالها داعي".
ويختتم حساب باسم ناصر قائلاً: "كلنا ندري أنها تبحث عن إثارة الجدل مع قرب العيد"، متهماً حليمة بولند بمحاولة إثارة اللغط بشكل متعمد لكي تتصدر الأخبار والمواقع التي تتابع الفنانين والمشاهير ولو من خلال الدعاية السلبية لنفسها.
الإساءة للسود باستخدام الـ"بلاك فيس"
جدير بالذكر أن تاريخ الإساءة لأصحاب البشرة السمراء يعود لقرون طويلة عبر التاريخ ويُعرف باسم "بلاك فيس"، وهو ما يعني في الانجليزية "الوجه الأسود".
ويعود تاريخ ظهور ما عُرف بالـ"بلاك فيس" إلى نحو مئتي عام وبالتحديد في منتصف القرن التاسع عشر عبر أمريكا وأوروبا، وتحديداً عندما بدأ المؤدون المسرحيون والممثلون يطلون وجوههم باللون الأسود خلال تأدية العروض الكوميدية، وذلك في سخرية من المُستعبدين من القارة الأفريقية.
ووفقاً لمتحف سميثسونيان القومي للتاريخ والثقافة الأفريقية الأمريكية، كان المؤدون المسرحيون البيض يرتدون ملابس ممزقة وسوداء ويصورون السود ككسالى أو جهلاء أو جبناء، بقصد إضحاك الجمهور الأبيض.