سلّطت صحيفة The New York Times الأمريكية، السبت 6 أبريل/نيسان 2024، الضوء على سلسلة الأسلحة الأمريكية الطويلة الموجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي، بموجب اتفاق مساعدات أسلحة أبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ويسري حتى العام 2026.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن الرئيس جو بايدن يرسل أسلحة إلى "إسرائيل" بموجب اتفاق مساعدات أبرم في عهد أوباما، بقيمة 38 مليار دولار، ويسري حتى عام 2026. وتشمل مشتريات إسرائيل أنواع القنابل التي ألقيت على غزة.
في خريف عام 2016، أبرمت إدارة أوباما الاتفاقية العسكرية الضخمة مع إسرائيل، وتُلزم الولايات المتحدة بمنح إسرائيل أسلحة بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات، وحينذاك لم يثر الاتفاق جدلاً، ولم يعرب كثير من المسؤولين في واشنطن عن قلقهم إزاء استخدام الأسلحة الأمريكية يوماً.
على أن حزمة المساعدات العسكرية، التي تضمن لإسرائيل 3.3 مليار دولار سنوياً لشراء الأسلحة، إلى جانب 500 مليون دولار أخرى سنوياً للدفاع الصاروخي، باتت قضية مركزية لإدارة بايدن. ويطالب عدد من المشرعين في الكونغرس، يدعمهم نشطاء ليبراليون، بأن يقيد الرئيس بايدن شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب حربها في غزة أو حتى يمنعها.
ورغم انتقاد بايدن ما سمّاه بإحدى المرات "القصف العشوائي" في الحرب الإسرائيلية، لكنه يرفض وضع قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية.
تل أبيب تشتري الكثير من أسلحتها الحيوية من واشنطن
وتربط الولايات المتحدة وإسرائيل علاقات عسكرية وثيقة منذ عقود، امتدت عبر عدة إدارات ديمقراطية وجمهورية، وتشتري تل أبيب الكثير من أسلحتها الحيوية من واشنطن، بما يشمل الطائرات المقاتلة والمروحيات وصواريخ الدفاع الجوي والقنابل غير الموجهة والموجهة، التي تستخدمها على غزة. ويلزم القانون الحكومة الأمريكية بالحفاظ على تفوق إسرائيل– أو "تفوقها العسكري النوعي"– على دول الشرق الأوسط الأخرى.
وعملية تسليم الأسلحة إلى إسرائيل غامضة، وسلسلة إمدادات الأسلحة الأمريكية إليها طويلة. إذ أرسلت الولايات المتحدة إليها عشرات الآلاف من الأسلحة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الكثير منها نالت موافقة الكونغرس ووزارة الخارجية منذ فترة طويلة، وممولة بأموال نص عليها الاتفاق الذي يعود إلى عهد أوباما.
ولبايدن سلطة الحد من أي شحنات أسلحة أجنبية، حتى تلك التي وافق عليها الكونغرس سابقاً. ومع ذلك، فعوضاً عن قطع الطريق على إسرائيل، قدم طلباً للكونغرس بُعيد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، لتأمين 14 مليار دولار إضافية من مساعدات الأسلحة لإسرائيل وللعمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. وهذه الأموال لا تزال عالقة في الكونغرس وسط خلافات بشأن المساعدات لأوكرانيا وأمن الحدود الأمريكية.
يقول مارتن إنديك، المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في إدارة أوباما، إن "مشكلة هذا السخاء الأمريكي هي أنه ولّد شعوراً بالاستحقاق بين الإسرائيليين بمرور السنوات".
وأضاف أن اعتماد "إسرائيل" على الولايات المتحدة نما "بدرجة كبيرة لأن قدرتها على الردع انهارت في 7 أكتوبر/تشرين الأول"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" ستحتاج إلى الجيش الأمريكي لمساعدتها في صد الهجمات الكبيرة من حزب الله أو إيران، مشيراً إلى أنه على إدارة بايدن استغلال هذا النفوذ لتشكيل سلوك الحكومة الإسرائيلية.