أقرت تل أبيب مساء الخميس 4 أبريل/نيسان 2024، اتخاذ خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما أقال رئيس الأركان في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي قائد لواء "ناحال"، ضمن سلسلة إجراءات في أعقاب قتل قواته 7 من موظفي لجنة دولية إغاثية.
جاء ذلك بعد ضغوط دولية مستمرة لإجراء تحقيقات في جريمة استهداف متطوعي الإغاثة الدوليين في قطاع غزة الإثنين 1 أبريل/نيسان 2024، والتي كان آخرها ما صدر عن واشنطن مساء الخميس، وهو ما وُصف بـ"أقوى توبيخ علني" للاحتلال منذ بداية الحرب على غزة.
حيث كشفت القناة 14 الإسرائيلية أن رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي "اتخذ سلسلة من الإجراءات الصارمة في أعقاب مقتل عمال الإغاثة من منظمة الغذاء العالمي، من بينها إقالة رئيس لواء ناحال في الجيش (أحد ألوية النخبة المشاة)".
وأشارت القناة إلى أن هاليفي قرر إقالة ضابط كبير آخر في اللواء، كما سيوبخ قائد المنطقة الجنوبية في الجيش، وقائد الفرقة (162) المدرعة.
فيما وافق المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) في الحكومة الإسرائيلية، في وقت متأخر من ليل الخميس، على اتخاذ خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان في قطاع غزة، وفق إعلام عبري.
وقالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية إن الكابينت الإسرائيلي بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في مجلس الحرب بينيي غانتس، وافق على اتخاذ خطوات "فورية" لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة، "لمنع حدوث أزمة إنسانية"، وفق القناة.
وأشارت القناة إلى أنّ إسرائيل ستسمح بشكل مؤقت بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر ميناء أشدود ومعبر إيريز البري (بيت حانون)، كما ستسمح بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر (كرم أبو سالم).
لكن يبدو أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لم يكن راضياً عن هذه القرارات؛ حيث وصف الإعلان الذي نشره مكتب رئيس الوزراء بشأن إدخال المساعدات لغزة بـ"غير الصحيح".
وقال بن غفير: "من المؤسف أنه بدلاً من الدخول لرفح هناك من يفضل الانخراط في إدخال معدات إلى غزة تنتهي في أيدي حماس"، حسب قوله.
مكالمة "صعبة" من بايدن
وفي وقت سابق الخميس، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو على أن "الوقف الفوري لإطلاق النار (في غزة) ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء".
في المكالمة، وجَّهت الولايات المتحدة "أقوى توبيخ علني" لإسرائيل منذ أن شنت حربها الوحشية على قطاع غزة، حيث طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لأول مرة، وقفاً فورياً لإطلاق النار، كما ربط الدعم المقدم للحرب بخطوات ملموسة تتخذها تل أبيب لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن استهداف قافلة المطبخ المركزي العالمي.
وقد نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر خاصة أن "بايدن رفض الحديث في مكالمته مع نتنياهو عن أي تفاصيل متعلقة بعملية إسرائيلية محتملة على رفح".
وأوضحت أن "التغييرات التي طلبها بايدن من نتنياهو تتضمن زيادة دخول المساعدات بشكل أكبر لقطاع غزة، ووقف أي ترتيبات إسرائيلية يتعلق بوجود إسرائيلي مستقبلي بغزة".
وشددت على أن "بايدن قال لنتنياهو إن العالم تحول ضد إسرائيل وإن حلفاء لواشنطن أبلغوها بتحول في سياستهم".
ومساء الإثنين، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل 7 موظفين أجانب يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".