أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، عن قلقه "العميق إزاء" الأنباء الواردة عن استخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي في غزة من أجل تنفيذ هجماتها على الفلسطينيين في القطاع، وذلك بعد أن أعلنت واشنطن أنها تحقق في تقرير يتحدث عن ذلك.
وقال غوتيريش، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الأممية بمدينة نيويورك الأمريكية: "لا ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي لشن الحرب".
كما شدد على أنه لا يوجد شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، محذراً من أن اللجوء إلى هذه الأساليب سيؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان.
ثم أضاف: "لا ينبغي ترك قرارات الحياة والموت التي تؤثر على العائلات ككل للحسابات الباردة للخوارزميات".
وذكرت مصادر عبرية، الخميس، أن إسرائيل تخاطر بوقوع ضحايا مدنيين في سبيل رصد أشخاص مشتبه بهم ببرنامج ذكاء اصطناعي، وتحييدهم في الحرب على غزة.
وأوضحت مصادر تحدثت إلى موقعي "972+" و"لوكال كول" ومقرهما تل أبيب، أن برنامج الذكاء الاصطناعي "لافندر" قام بتحليل البيانات التي جمعها لنحو 2.3 مليون شخص في غزة، وفق معايير غامضة ودرس فرضية صلة كل فرد بحركة حماس.
واشنطن تفتح تحقيقاً
الخميس 4 أبريل/نيسان 2024، قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الخميس، إن الولايات المتحدة تراجع تقريراً إعلامياً يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأهداف التي يقصفها في غزة.
وأوضح كيربي في المقابلة أن الولايات المتحدة لم تتحقق من محتوى التقرير الذي نُشر في موقعي +972 ماجازين ولوكال كول الأربعاء، وأفاد بأن مسؤولي مخابرات إسرائيليين يستخدمون برنامجاً يُعرف باسم "لافندر".
وجاء في التقرير الإعلامي أن الجيش الإسرائيلي صنف عشرات الآلاف من سكان غزة كمشتبه بهم باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي، ودون مراجعة بشرية تُذكر.
رد جيش الاحتلال
في الجهة المقابلة، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المتطرفين والأهداف المشتبه بهم.
وزعم في بيان "الجيش لا يستخدم أي نظام للذكاء الاصطناعي لتحديد هوية النشطاء الإرهابيين أو لمحاولة التنبؤ بما إذا كان الشخص إرهابياً من عدمه. منظومات المعلومات هي مجرد أدوات للمحللين في عملية تحديد الهدف".
كما ادعى البيان أن توجيهات الجيش تكلف المحللين بإجراء تحقيقات مستقلة يتحققون فيها من أن الأهداف المحددة تلبي المعايير ذات الصلة، بما يتماشى مع القانون الدولي والمبادئ التوجيهية الإسرائيلية.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا، ما أدى لمثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".