انتقد نشطاء كثر على منصات التواصل الاجتماعي، مظاهر جلسة تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة، يوم الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2024، أمام مجلس النواب بالعاصمة الإدارية، أكبر المشاريع العملاقة التي تميز حكمه. ويقول منتقدون إنها تستنزف موارد البلاد المالية؛ حيث أدى اليمين الدستورية لولاية ثالثة مدتها ست سنوات.
مظاهر جلسة تنصيب الرئيس المصري
انتقادات النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي تضمنت رفضهم استدلال الرئيس المصري ببعض الآيات من القرآن الكريم، وقد بدا منها أنه يود إرسال رسالة إلى أطراف ما، بقراءته هذه الآية بالذات، حيث بدا خطابه بالآية: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير". بينما ختم السيسي خطابه بآية قرآنية أخرى من سورة "يوسف" تقول: "رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين".
وقال السيسي في خطابه، الذي نشرت صفحة الرئاسة على فيسبوك نصه: "أتوجه بتحية شكر وتقدير لشعب مصر العظيم، صاحب الكلمة وصاحب القرار، رمز الأصالة والعزة والصمود.. على تجديد الثقة لتحمل مسؤولية قيادة وطننا العظيم لفترة رئاسية جديدة".
وأضاف: "أجدد معكم العهد على استكمال مسيرة بناء الوطن، وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة في بناء دولة حديثة ديمقراطية متقدمة في العلوم والصناعة والعمران والزراعة، والآداب والفنون متسلحين بعراقة تاريخ، لا نظير له بين البلاد، وعزيمة حاضر، أشد رسوخاً من الجبال، وآمال مستقبل، يحمل الخير لبلدنا وشعبنا".
وخاطب السيسي المصريين قائلاً: "منذ اليوم الأول الذي لبيت فيه نداءكم، وسعيت لتحقيق إرادتكم التي أعلنتموها جلية، وتحركنا معاً كرجل واحد لإنقاذ وطننا، من براثن التطرف والدمار والانهيار، أقسمت أن يظل أمن مصر، وسلامة شعبها هو خياري الأول".
وأردف: "لعل السنوات القليلة الماضية، أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشاً بالورود، وأن تصاريف القدر ما بين محاولات الشر الإرهابي بالداخل، والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج، والحروب الدولية والإقليمية العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات، ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة، عبر تاريخ مصر الحديث".
كما قال السيسي: "قطعنا شوطاً كبيراً فى فترة زمنية وجيزة، مواجهين الصعاب والتحديات، مدركين أننا نتحدى أنفسنا، قبل أى شيء آخر". وقال في خطابه: "استجابة لقيام الشعب بتكليفى بمواصلة قيادة مسيرة وطننا العظيم فإننى أضع أمامكم أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطنى، خلال المرحلة المقبلة".
انتقادات النشطاء للسيسي تنوعت ما بين استنكارهم عليه الاستدلال بالآيات الكريمة في خطابه، وما بين اتهامه بالتبذير في حفل التنصيب في حين تواجه الدولة أزمة اقتصادية طاحنة، فقال السياسي المصري عمرو عبد الهادي في صفحته على "إكس: "بص يا #السيسى لا الاحتفال هيثبت أن الانتخابات الرئاسية مظبوطة ولا المظاهر هتثبت أن الانتخابات الرئاسية مش مزورة، ولا الضيوف هيثبتوا أن منافسينك في الانتخابات حقيقيين وشرفاء ولا صرف المليارات دي هتخلي حد من الدول الكبرى تبارك لك، آخرك علي علوكة وأشرف كوخة اللي بيباركولك على كل بدلة جديدة، وكل كارثة جديدة احتفالات اكتر، يعني فقر أكتر، يعني بيع أراضي أكتر لإسرائيل وصبيانها في المنطقة".
كما قالت الناشطة المصرية شيرين عرفة: "كلاكيت تاني مرة.. السيسي يقرأ الآية التي وردت على لسان سيدنا يوسف، عليه السلام، في القرآن الكريم، خلال حفل تنصيبه لولاية رئاسية ثالثة (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث)، لكن هذه المرة قرأها كاملة، وليست منقوصة كما فعل عند وضعها كشاهد على مقبرته، فحذف منها عبارتي (توفني مسلماً) و(فاطر السماوات والأرض)".
في حين قال حساب باسم "مصري غلبان" على "إكس": "المهووس بالعظمة مدعي التفوق والريادة.. نمبر وان في البلطجة والسفالة ملك التفاهات عبد الفتاح السيسي.. يمشي كالطاووس مرحاً، ويتهادى بين الناس اختيالاً في طريقه لحلف اليمين الدستورية ليمسح بها عن وجهه، إثر انتقادات الخيانة والمسبَّات واللعنات".
في حين قال أحمد عابدين المستشار السياسي السابق للسياسي المصري أحمد طنطاوي في حسابه على "إكس": "بحكم مكاني وشكل تجربتي في الانتخابات الرئاسية اللي فاتت، اتعلمت درس كبير جداً جداً، وهو أن المستقبل لمن يستعد له. أنا لا أعتقد أن السنين الجاية من حكم السيسي هيتغير كتير عن العشرة اللي فاتوا، الجزء المسيطر هو نفسه، حتى لو حصل أي تبديل في الملابس، طيب وبعدين؟ لكن أنا طول الوقت مشغول بالمستقبل، وبشوف أن المعركة الحقيقية مش معركة العاصمة الجديدة ولا اللي فات، وإنما الاستعداد للي جاي، هانعمل فيه إيه، وهانعمل بعده إيه؟
لو فيه حد فعلاً مشغول بأمر مصر في أي مكان أو اتجاه فلازم يكون سؤاله عن المستقبل، هنواجهه إزاي ونستعدله إزاي".
كذلك أضاف عابدين: "مصر محتاجة جيل جديد من قيادات الشباب الفاهم الواعي الممتلك لمهارات ومعارف وقدرات سياسية يقدر يواجه بها تحديات المستقبل، وعلى رأسها انتهاء هذا النظام، بغض النظر عن طريقة وتوقيت نهايته. جيل غير محمل بهزائم ولا ثأر الماضي ولا نكساته وخياباته، ولكن محمل بأمل وطموح المستقبل. أتمنى في وسط كل الدوشة والعركة والأحزان، والظلم ده يكون فيه ناس فعلاً مشغولة بالمستقبل وبتجهز له بما يلزمه من علم ومعرفة ومهارة وخبرة ونفس طويل عشان تقدر تغير وتاخد البلد دي لمكان تستحقه، وهو أفضل وأجمل وأعظم من الحالي بكتير".
جدير بالذكر أن السيسي صعد إلى السلطة في عام 2013 بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في مصر.
وتقدر جماعات حقوقية أن عشرات الآلاف من الأشخاص، من بينهم نشطاء ليبراليون وإسلاميون، سجنوا منذ عزل مرسي. ويقول السيسي وأنصاره إن الاستقرار والأمن لهما أهمية قصوى وإن الدولة تسعى جاهدة لتوفير الحقوق الاجتماعية للمواطنين مثل السكن والوظائف.