قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "غاضبة" من القصف الجوي الإسرائيلي الذي قتل سبعة من موظفي الإغاثة في مؤسسة وورلد سنترال كيتشن بغزة. وقال إن الغضب العالمي حيال ضربة وورلد سنترال كيتشن يمكن وصفه بأنه إدانة، لكن في الوقت نفسه قال البيت الأبيض إنه لا يوجد دليل على أن إسرائيل قصفت موظفي الإغاثة عمداً، على حد وصفه.
قتل سبعة من موظفي الإغاثة في مؤسسة وورلد سنترال كيتشن
في سياق متصل، قال البيت الأبيض إن أحد العاملين لدى وورلد سنترال كيتشن الذين قتلوا في الضربة كان مواطناً أمريكياً مزدوج الجنسية، وأشار إلى أن إسرائيل ملزمة بحماية موظفي الإغاثة في غزة، وأكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لحماية موظفي الإغاثة.
كما أضاف البيت الأبيض: "ندرك أن إسرائيل أجرت تحقيقاً أولياً فيما يتعلق بالضربة التي استهدفت موظفي الإغاثة في وورلد سنترال كيتشن"، ولكنه قال: "نتوقع إجراء تحقيق أوسع نطاقاً ومساءلة مناسبة"، في حين دعا بايدن رئيس مؤسسة سنترال ورلد كيتشن خوسيه أندريس لتقديم تعازيه. وأكد أنه سيوضح لإسرائيل ضرورة حماية موظفي الإغاثة.
يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء، أن واشنطن حثت إسرائيل على إجراء تحقيق سريع وشامل ونزيه في غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل سبعة أشخاص يعملون في منظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية في غزة.
ووصل بلينكن إلى باريس لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين منهم الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك بعد ساعات فحسب من تعرض المنظمة غير الحكومية ومقرها واشنطن لغارة جوية إسرائيلية في وسط غزة، مما يزيد الضغط على واشنطن لاتخاذ موقف أكثر صرامة في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في باريس: "تحدثنا مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية عن هذه الواقعة بالتحديد. وطالبنا بإجراء تحقيق سريع وشامل ونزيه"، مضيفاً أنه يتعين حماية العاملين في المجال الإنساني.
ووصف بلينكن موظفي المنظمة غير الحكومية الذين قُتلوا في الغارة "هؤلاء الأشخاص أبطال، اقتحموا النار ولم يهربوا منها". وتابع: "ينبغي ألا يكون لدينا وضع يتعرض فيه الأشخاص الذين يحاولون بكل بساطة مساعدة إخوانهم من البشر لخطر جسيم".
لكن بلينكن لم يصل إلى التنديد المباشر بالهجوم، على خلاف نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه. وعبر سيجورنيه عن "التنديد الشديد" من فرنسا بالغارة الجوية الإسرائيلية خلال حديثه بصحبة بلينكن. وقال سيجورنيه: "لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذه المأساة".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الغارة الجوية غير متعمدة ووصفها بأنها "مأساوية"، وتعهد الجيش الإسرائيلي بفتح تحقيق مستقل.
ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطاً من شركاء أجانب ومنظمات حقوق إنسان وبعض أقرانه الديمقراطيين في الكونغرس لفرض شروط على نقل الأسلحة من أجل كبح الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. ويقول مسؤولو الصحة في القطاع الفلسطيني إن الهجوم الإسرائيلي حصد أرواح ما يربو على 32 ألف فلسطيني أكثرهم من المدنيين.
وذكر السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن "مقتل هؤلاء الموظفين، والكثير من موظفي الأمم المتحدة وموظفي إغاثة آخرين، غير مقبول. طفح الكيل. لا بد من إجراء تحقيق عاجل ومستقل".
وكانت رويترز قد أفادت قبل ساعات من الغارة الإسرائيلية على موظفي وورلد سنترال كيتشن الإثنين، بأن إدارة بايدن تدرس المضي قدماً في إرسال أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 18 مليار دولار.
وعندما سُئل عما إذا كانت حوادث مثل مقتل موظفي وورلد سنترال كيتشن تجعل واشنطن تعيد التفكير في "فيضان الأسلحة" المقدم إلى إسرائيل، لم يجِب بلينكن على السؤال بالتحديد، لكنه قال إن جميع عمليات نقل الأسلحة الأمريكية تمت بما يتسق مع متطلبات سياسية.
وأضاف: "من اليوم الأول، نعمل على أن تدرك إسرائيل ضرورة حماية المدنيين والالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي وبقانون الصراع المسلح. هذا أمر نفحصه ونراجعه على أساس منتظم".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت "المطبخ العالمي" تعليق عملياتها لنقل المساعدات الإنسانية في غزة، معربة عن شعورها "بالصدمة" لمقتل 7 من أعضاء فريقها في غارة للجيش الإسرائيلي على غزة. وأوضحت المنظمة أنه "رغم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح (وسط القطاع)".
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، الثلاثاء، أنه فتح تحقيقاً "معمقاً في الحادث من خلال أعلى الرتب في الجيش لفهم جميع ملابساته".