قالت هيئة حكومية فلسطينية، السبت 30 مارس/آذار 2024، إن إسرائيل صادرت نحو 27 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وأخضعت للدراسة 52 مخططاً هيكلياً استيطانياً، وأجبرت 25 تجمعاً فلسطينياً على الرحيل، منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في بيان لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بمناسبة إحياء يوم الأرض، الذي يوافق 30 مارس/آذار من كل عام.
الاحتلال صادر 27 ألف دونم من أراضي الضفة منذ 7 أكتوبر
إذ نقل البيان عن رئيس الهيئة مؤيد شعبان قوله إن "دولة الاحتلال تستّرت بستار العدوان الرهيب على شعبنا في قطاع غزة بتنفيذ عمليات مصادرة ممنهجة للأرض الفلسطينية، طالت 27 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)".
وأضاف شعبان أن "مساحة الأراضي الفلسطينية الخاضعة فعلياً للإجراءات الإسرائيلية بلغت 2380 كيلومتراً مربعاً، تشكل 42% من مجمل مساحة أراضي الضفة الغربية، و69% من مجمل المناطق المصنفة (ج)، وهي المناطق التي تخضع للحكم العسكري الاحتلالي".
كما أشار إلى أن الاحتلال بدأ فعلاً إنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات بالضفة من خلال جملة أوامر عسكرية، محذراً من "عزل المزيد من الأراضي ومنع المواطنين من الوصول إليها بالحجج العسكرية والأمنية".
52 مخططاً استيطانياً في الضفة
وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، قال شعبان إن جهات التخطيط الإسرائيلية أخضعت للدراسة "ما مجموعه 52 مخططاً هيكلياً لغرض بناء ما مجموعه 8829 وحدة استعمارية على مساحة 6852 دونماً، جرت عملية المصادقة على 1895 وحدة منها".
وعن اعتداءات المستوطنين أشار رئيس هيئة مقاومة الجدار إلى رصد ما مجموعه 1156 اعتداء نفذه مستوطنون "تسببت في استشهاد 12 مواطناً فلسطينياً"، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال شعبان إن "إجراءات الاحتلال وإرهاب ميليشياً مستعمريه، أدت منذ 7 أكتوبر إلى تهجير 25 تجمعاً بدوياً فلسطينياً، تتكون من 220 عائلة تشمل 1277 فرداً من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى".
وتابع أن "إجراءات سلطات الاحتلال واعتداءات ميليشيا مستعمريه، منعت وصول المواطنين إلى أكثر من نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية، (كما تم) الاعتداء على أكثر من 9600 شجرة فلسطينية بالتحطيم والاقتلاع والتسميم، معظمها من أشجار الزيتون".
وأضاف أن عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة من بوابات وحواجز عسكرية أو ترابية التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع "بلغت حتى اللحظة ما مجموعه 840 حاجزاً عسكرياً وبوابة، منها أكثر من 140 بوابة جرت عملية وضعها بعيد السابع من أكتوبر".
وخلص بيان الهيئة إلى أن مجمل تلك الإجراءات "تهدف إلى السيطرة على الأرض الفلسطينية، وتشكل عبثاً حقيقياً في الجغرافيا الفلسطينية الهادفة لإعدام أية إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية، وتفريغ المناطق المصنفة ج، وعزل المدينة المقدسة عن سياقها الفلسطيني وإحكام السيطرة عليها بالاستيطان والطرد".
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 أراضي الضفة ثلاث مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.
ويحيي الفلسطينيون في 30 مارس/آذار من كل عام الذكرى السنوية ليوم الأرض، الذي تعود أحداثه إلى عام 1976، حينما صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب لديها.
وتأتي الذكرى هذا العام وسط تصاعد حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، مخلفة عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، وهو ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".