تلقى وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت معاملة رئاسية في واشنطن؛ فقد عقد اجتماعين مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، واجتماعاً مع زميله وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، إلا أنه سمع من زملائه الأمريكيين عبارات قاسية تجاه إسرائيل، وأشياء لم تقل قط، حسب ما نشره موقع Ynet الإسرائيلي.
محادثات غالانت في أمريكا
وإحدى القضايا التي تثير قلق البيت الأبيض تحديداً هي إمكانية الدفع بقرار من مجلس الأمن ضد إسرائيل يتعلق بالأزمة الإنسانية والغذائية في غزة؛ ومن شأن هذا القرار محاولة إلزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات معينة لتحسين الوضع الصعب في القطاع. وهذا قرار يحول بينها وبين العقوبات.
الإدارة الأمريكية لم تستبعد شن حرب ضد غزة، لكنها ليست على استعداد للمخاطرة بحدوث كارثة إنسانية كما يقول الموقع. فقد فقدت واشنطن الثقة في قدرة نتنياهو الإدارية على قيادة مثل هذه العملية المعقدة، التي تبدأ بإجلاء منظم لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من رفح. وعلى حد تعبير مسؤول كبير في الإدارة تحدث مع وزير الدفاع: "الدولة التي تفشل في جلب 50 شاحنة غذاء إلى شمال قطاع غزة، كيف ستتمكن من إخلاء وإيواء وتوفير الغذاء لنحو مليون شخص؟".
وتساءلت الإدارة الأمريكية عمَّا إذا كان لإسرائيل حليف آخر، وما إذا كانت تعرف كيف تدبر أمورها من دون مساعدة ولا ذخيرة أمريكية، ومن دون قبة حديدية دبلوماسية. وهذا ليس خلافاً، بل صدعاً مفتوحاً.
وكتب الصحفي الإسرائيلي رون بن يشاي في موقع Ynet، أنَّ غالانت استطاع تهدئة الاحتقان واحتواء الموقف، وأكد على التزامات إسرائيل، ووعد بمشاركة شخصية أكبر في نقل المساعدات إلى القطاع. وسبق أن وصف الأمريكيون غالانت بأنه يميل للسياسات الحربية وأكثر حماساً للمعارك.
فيما اكتشفت إدارة بايدن ما هو واضح: نتنياهو لا يستطيع (إدارياً) أو لا يريد (بسبب اليمين المتطرف) تنفيذ ما هو مطلوب. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة تقف أمام تنفيذ عملية برية واسعة النطاق وطويلة في رفح، مثل خان يونس.