اعترف نقيب في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة 29 مارس/آذار 2024، بأنه نفذ "بروتوكول هانيبال" الذي ينص على قتل الأسرى الإسرائيليين خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، قائلاً: "قررت أنه من الأفضل وقف الاختطاف" فيما يتعلق بإمكانية إطلاق النار على الجنود الأسرى.
قتل الأسرى الإسرائيليين
في حديثه للقناة 13 بالتلفزيون الإسرائيلي، فإن اعتراف النقيب "بار زونشين" باستهدافه للأسرى يؤكد الادعاءات بأن القوات الإسرائيلية استهدفت المدنيين والجنود الأسرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكر زونشين أنهم رصدوا سيارتين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال: "كان هناك الكثير من الأشخاص في مقصورة المركبتين. لا أعرف إذا كانت هذه جثثاً أم أشخاصاً أحياءً، وقررت مهاجمة المركبتين".
ورداً على سؤال: "ربما قتلتهم، فهم جنودكم"، قال النقيب الإسرائيلي: "هذا صحيح. لكنني قررت أن هذا هو القرار الصحيح، وأنه من الأفضل وقف الاختطاف". وبذلك يكون الضابط الإسرائيلي اعترف بأنه ربما قتل جنوده.
فيما يتعلق بإمكانية قتل الأسرى، قال زونشين: "أشعر أنني تصرفت بشكل صحيح".
ورداً على سؤال ما إذا كان هذا القرار أمراً من الجيش لتنفيذ بروتوكول هانيبال أجاب النقيب الإسرائيلي: "كان لا بد من اتخاذ العديد من الخطوات العملياتية في هذا الأمر، كان لا بد من إطلاق النار على التجمع المركزي ونقاط التفتيش، وإذا تم التعرف على (جندي لنا) فلا بد من القيام بهذا الشيء (بروتوكول هانيبال)".
ورغم أن زونشين اعترف بأنه أطلق النار على مركبتين مكتظتين بالناس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أنه قال مناقضاً نفسه في جزء آخر من المقابلة: "أعلم أننا لم نطلق النار عليهم (الجنود الأسرى)".
ويجيز بروتوكول هانيبال استخدام الأسلحة الثقيلة عند أسر إسرائيلي لمنع الآسرين من مغادرة موقع الحدث حتى لو شكل ذلك خطراً على الأسير.
وخلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ بروتوكول هانيبال، الذي ينص على قتل الأسرى، ووجهت دعوات لإجراء تحقيق في الأمر.
تجويع أهل غزة
في سياق موازٍ فقد سبق أن نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قبل أيام، مقطع فيديو يتضمن رسوماً كاريكاتيرية تجسد أوضاع الأسرى الإسرائيليين لديهم، في ظل ما يعانيه أهالي قطاع غزة من قتل وتجويع؛ جراء الحرب والحصار الإسرائيليين.
هذا المقطع نشرته القسام عبر منصة "تليغرام"، ويتضمن عمارات سكنية ومستشفيات تقصفها الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، مع سقوط قتلى وجرحى في القطاع، الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، أجبرت إسرائيل حوالي مليونين منهم على النزوح في أوضاع مأساوية.
ويرصد المقطع معاناة فلسطينيين يصطفون في طوابير طويلة للحصول على طعام، في ظل دمار منازلهم، إذ يعاني القطاع، الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً، من شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود؛ بسبب الحرب وقيود إسرائيلية.
كما يظهر المقطع إطلاق مقاتلات إسرائيلية صواريخ على فلسطينيين تجمعوا في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية؛ ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.
ويتضمن كذلك طفلة فلسطينية تبكي من شدة الجوع، وأُماً تحمل وعاءً فارغاً، وأمامها أطفالها الذين تعجز عن سد جوعهم. وحصدت المجاعة في غزة أرواح 27 فلسطينياً، معظمهم أطفال، وفق بيانات فلسطينية.
وعقب تلك المقاطع، أظهرت القسام أوضاع الأسرى الإسرائيليين لديها، عبر رسوم كاريكاتيرية تظهر جنديين إسرائيليين على صدريهما نجمة داوود، وأمامهما طبق فارغ من الطعام وزجاجة مياه فارغة، في إشارة إلى أنهما أيضاً يتضوران جوعاً.
وباللغتين العبرية والعربية، كُتب فوق رسم الأسيرين: "إسرائيل النازية تذيق جنودها الأسرى من نفس الكأس التي تذيقها لشعبنا".
ويوجد في سجون إسرائيل ما لا يقل عن 9100 أسير فلسطيني، وتقدّر وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
فشل مفاوضات وقف إطلاق النار
في حين لم تفلح مفاوضات غير مباشرة، تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق جديد بين "حماس" وإسرائيل لوقف إطلاق النار يتضمن تبادلاً لأسرى.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، تضمنت وقف القتال وتبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة للغاية إلى غزة.
وحلَّ شهر رمضان هذا العام، وإسرائيل تواصل حربها المدمرة ضد قطاع غزة، على الرغم من مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ في 6 فبراير/شباط 2024 تحقيقاً في مقتل 12 سجيناً إسرائيلياً عندما قصفت دبابة تابعة للجيش منزلاً في مستوطنة يهودية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، فقد أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية عسكرية سمتها "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وتقول إسرائيل إن "حماس" قتلت في الهجوم 1200 إسرائيلي، وأصابت 5431، كما أسرت نحو 239 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بادلت جزءاً منهم خلال هدنة استمرت أسبوعاً بعشرات الأسرى الفلسطينيين، في سجون إسرائيل.