قال مسؤول أمريكي، الأربعاء 27 مارس/آذار 2024، إن إسرائيل طلبت من البيت الأبيض تحديد موعد آخر لاجتماع رفيع المستوى، من أجل مناقشة خططها العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وذلك بعد إلغاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المحادثات المزمعة فجأة.
وألغى نتنياهو زيارة مقررة لوفد إسرائيلي رفيع المستوى لواشنطن؛ بعد أن امتنعت الولايات المتحدة، الإثنين الماضي، عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، فيما يشير إلى تدهور جديد في علاقته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال الحرب الدائرة.
ووضع تعليق الاجتماع هذا الأسبوع عقبة جديدة في طريق الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لحمل نتنياهو على النظر في بدائل للاجتياح البري لرفح، آخر ملاذ آمن نسبياً للمدنيين الفلسطينيين؛ في ظل ما تشعر به من قلق إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين، الأربعاء: "اتفقنا مع مكتب رئيس الوزراء على تحديد موعد آخر للاجتماع المخصص لرفح"، وأضافت: "لذلك نحن نعمل معهم الآن لتحديد موعد مناسب".
وأكد مسؤول إسرائيلي في واشنطن، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه يجري الترتيب لاجتماع جديد، وقال إن نتنياهو يدرس إرسال وفد إسرائيل الأسبوع المقبل.
وقال مصدر مطلع، إن رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية وتساحي هنغبي مستشار الأمن القومي، وهما من المقربين من نتنياهو، سيكونان على رأس الوفد الإسرائيلي مثلما كان مقرراً في البداية.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات المزمعة على الهجوم الذي تهدد إسرائيل بشنه على رفح حيث يلوذ ما يربو على مليون نازح فلسطيني.
يبدو أن قرار بايدن الامتناع عن التصويت في الأمم المتحدة، والذي جاء بعد أشهر من الالتزام بالسياسة الأمريكية طويلة الأمد المتمثلة في حماية إسرائيل بالمنظمة العالمية، يعكس الإحباط الأمريكي المتزايد تجاه الزعيم الإسرائيلي.
وأصدر نتنياهو توبيخاً لاذعاً، واصفاً القرار الأمريكي بالامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن الأحدث بأنه "تراجع واضح" عن موقف واشنطن السابق. وقال إنه سيضر بجهود الحرب الإسرائيلية والمفاوضات الرامية إلى تحرير أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة.
وصرح مسؤولون أمريكيون في ذلك الحين، بأن إلغاء إسرائيل الاجتماع أصاب إدارة بايدن بالحيرة واعتبرته رد فعل مبالغاً فيه على قرار مجلس الأمن، وأصرت على أنه لا يوجد أي تغيير في السياسة.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".