كشفت صحيفة "Wall Street Journal" الأمريكية، الخميس 28 مارس/آذار 2024،عن تغير في موقف إدارة الرئيس جو بايدن من اجتياح إسرائيل رفح جنوب قطاع غزة، وقالت في تقرير لها إن واشنطن "تسعى إلى صياغة عملية رفح، وليس إيقافها".
في وقت سابق الخميس قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن واشنطن طلبت السماح لجنرالات أمريكيين بوضع خطط اجتياح إسرائيل رفح، وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ فعلاً في التهيؤ لاجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.
تنسيق اجتياح إسرائيل رفح
حسب تقرير "وول ستريت جورنال" فإن الاجتماعات التي أجريت اليومين الماضيين بين وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون، "لم تركز على كيفية منع" العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في رفح، جنوبي قطاع غزة، بل على "حماية المدنيين مع بدء العملية".
كما أشارت الصحيفة إلى أن المحادثات "جاءت خلافاً للهجة الأمريكية خلال الأسابيع الماضية"، حيث حذر كبار المسؤولين إسرائيل بشكل صريح، من شن عملية شاملة ضد رفح، التي نزح إليها أكثر من مليون شخص مع بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
كان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قد قال، الثلاثاء 26 مارس/آذار، خلال اجتماعه مع غالانت، إن "حماية المدنيين الفلسطينيين" خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، "ضرورة أخلاقية واستراتيجية"، مضيفاً أن الوضع في قطاع غزة المحاصر "كارثة إنسانية آخذة في التفاقم".
أضاف أوستن: "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية، وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية.. غزة تعاني كارثة إنسانية، والوضع يزداد تفاقماً"، مستخدماً أشد لهجة له منذ بدء الأزمة.
فيما ذكرت الصحيفة أن التعامل مع رفح طالما كان في قلب الخلاف المتزايد بين أمريكا وإسرائيل، الذي تصاعد مع عدم استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو)، لإيقاف قرار لمجلس الأمن الدولي "بوقف إطلاق النار بشكل فوري، وإطلاق سراح جميع الرهائن بشكل فوري وغير مشروط" في غزة.
استمرار العمل العسكري
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أمريكي بارز، أن هناك "تسلسلاً.. حيث لا ينبغي استمرار الجانب العسكري إلا بعد معالجة الجوانب الإنسانية بشكل كامل".
واتفق الطرفان على "ضرورة طرد حماس من رفح، حتى لا يتمكن عناصرها من العودة أو الاستمرار في تهريب الأسلحة إلى القطاع، وهو شرط أساسي لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق نحو سلطة سياسية جديدة في غزة، ما يعني محاولة إيجاد سبل للعمل مع إسرائيل بشأن استراتيجية في رفح، في ظل الافتقار إلى خيارات أخرى"، وفق الصحيفة.
كما أوضحت أن الطرفين "ناقشا سبل مواجهة تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية إلى غزة"، وهو ما تعتبره إسرائيل مصدر قلق، بجانب "الاستهداف الدقيق لقادة حماس".
بينما أوضح مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة، أن الخطط "لا يزال أمامها طريق طويل قبل إضفاء الطابع الرسمي عليها، بجانب أن أي خطة مقنعة لنقل المدنيين من رفح، قد تستغرق شهراً".
كما أكدت "وول ستريت جورنال" أن المحادثات بشأن اجتياح إسرائيل رفح هذا الأسبوع كانت "مختلفة" بشكل لافت للنظر، مقارنة بما حدث الأسبوع الماضي، حينما حذر وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الإسرائيليين من أن عملية برية كبيرة تخاطر "بمزيد من العزلة الإسرائيلية حول العالم".