قالت صحيفة Wall Street Journal، في تقرير لها الأربعاء 27 مارس/آذار 2024، إن الاجتماعات بين وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ومسؤولين بارزين بالبيت الأبيض والبنتاغون، لم تركز النقاشات بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في جنوب غزة حول كيفية منعها، بل حول كيفية "حماية المدنيين" في أثناء تنفيذها.
وفق الصحيفة نفسها، فإن اللهجة الأكثر عملية لتلك المحادثات كانت مختلفة عن اللهجة التي سادت في الأسابيع الأخيرة.
نقاشات حول العملية
فقد شكّلت رفح محوراً لخلاف متنامٍ بين الزعماء السياسيين الإسرائيليين والأمريكيين. واحتدمت تلك التوترات يوم الإثنين 25 مارس/آذار، عندما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارةً لكبار مساعديه لواشنطن لنقاش المخاوف الأمريكية حيال الهجوم المخطط على رفح.
لكن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، لم يُلغ اجتماعاته المجدولة مسبقاً في البيت الأبيض والبنتاغون يومي الإثنين والثلاثاء.
وشهدت اجتماعات غالانت المغلقة في واشنطن ظهور حديث أكثر براغماتية يناقش تنفيذ عمليةٍ تدريجية من أجل تقليل الضرر المحتمل على المدنيين، مع ضمان تفكيك إسرائيل كتائب حماس الأربع في رفح.
ضغط أمريكي على الاحتلال
في اجتماعه داخل البنتاغون يوم الثلاثاء 26 مارس/آذار، ضغط وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على نظيره الإسرائيلي لضمان وضع ترتيبات فعالة تحمي المدنيين، وذلك قبل شن العملية العسكرية الإسرائيلية للهجوم على حماس هناك.
من جانبه، قال مسؤول دفاعي أمريكي: "هناك تسلسل للعملية. ولا يجب المضي قدماً في الجانب العسكري من العملية قبل الانتهاء من التعامل مع الجوانب الإنسانية بشكلٍ كامل".
كما اتفق كلا الجانبين على ضرورة طرد كتائب حماس من رفح؛ حتى لا يتمكن المسلحون من العودة أو تهريب الأسلحة إلى داخل القطاع، وكلاهما من الشروط الأساسية لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق أمام سلطة سياسية جديدة في غزة. ويعني هذا ضرورة العثور على طرق للتعاون مع إسرائيل في ما يتعلق باستراتيجية رفح؛ نظراً إلى عدم وجود خيارات أفضل.
مفاوضات الهدنة ما زالت مستمرة
وبعد تعطُّل مفاوضات الدوحة في قطر حول وقف إطلاق النار المؤقت نهاية الأسبوع الماضي، صرّح مسؤولون إسرائيليون للوسطاء بأن إسرائيل قد تشن عمليةً في رفح بمجرد انتهاء شهر رمضان -أي في منتصف أبريل/نيسان تقريباً- في حال تعثرت جهود التوصل إلى صفقة، بحسب ما ذكره مسؤولون مصريون، اليوم الأربعاء 27 مارس/آذار.
وأردف المسؤولون أن من المحتمل استئناف المفاوضات شخصياً في القاهرة مرةً أخرى بنهاية الأسبوع الجاري.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز مطلع على المحادثات، إن إسرائيل ما تزال منفتحةً على فكرة مواصلة المفاوضات، لكنها ستدرس الخيارات الأخرى في حال عدم تحقيق انفراجة، وتشمل تلك الخيارات غزو رفح المخطط له في أقرب وقتٍ ممكن. وأضاف المسؤول: "لا شك في أن الخيار العسكري قد يكون مفيداً".
تهريب الأسلحة من مصر
إلى جانب ذلك، خاض غالانت نقاشاً موسعاً مع المسؤولين الأمريكيين حول كيفية تنفيذ عملية رفح، لكن تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها لم تُوضَّح بعد، ما يترك مجالات محتملة للخلاف حول مدى الخطة العسكرية النهائية وعناصرها الرئيسية.
وناقش كلا الجانبين كذلك سُبل حل مشكلة تهريب الأسلحة عبر حدود مصر مع غزة، وهو الأمر الذي تعتبره إسرائيل مصدر قلق، فضلاً عن الاستهداف الدقيق لقادة حماس بالتزامن مع المناشدة المستمرة من المسؤولين الأمريكيين بعدم قصف المناطق المكتظة بالسكان.
وقال مسؤولون إن هناك بعض أوجه التداخل بين التفكير الأمريكي والإسرائيلي، لكن الخطط ما يزال أمامها طريق طويل قبل أن تصبح رسمية، كما أن وضع خطة مقنعة لإعادة توطين المدنيين في رفح قد يستغرق عدة أشهر.
في حين قال المسؤول الدفاعي الأمريكي: "هدفنا هو مساعدة إسرائيل في العثور على بديل للعملية العسكرية واسعة النطاق التي قد تكون سابقةً لأوانها".