كشفت صحيفة Israel Hayom الإسرائيلية، في تقرير لها الثلاثاء 26 مارس/آذار 2024، عن تفاصيل فشل الاحتلال في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل استعمال حق الفيتو من أجل نقض قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة.
فقد شهدت الساعات التي سبقت الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة حول صياغة نص قرار مجلس الأمن محادثات على كافة المستويات بينهما. وحاولت إسرائيل في البداية العمل مع الولايات المتحدة لتخفيف الصياغة.
ولما لم ينجح ذلك، حاولت إسرائيل إقناع البيت الأبيض باستخدام حق النقض. وحين فشلت في ذلك أيضاً، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصريحات قاسية ضد الولايات المتحدة، وتحول الأمر إلى أزمة علنية.
اقرأ أيضاً
محادثات في الساعات الأخيرة
وفقاً لمعلومات حصلت عليها صحيفة Israel Hayom، جرت ليلاً محادثات متكررة بين الوزير رون ديرمر وكبار المسؤولين في البيت الأبيض، وبين سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان ونظيرته السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد.
في هذه المحادثات نجحت الولايات المتحدة في البداية في تخفيف المسودة الأصلية التي طرحتها الدول غير الدائمة العضوية في الأمم المتحدة بدعم من روسيا والصين. ولم تربط المسودة في البداية بين الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار.
بعد ذلك دُمج الأمران في بند واحد، لكن الطلب الأمريكي الإسرائيلي بربط إطلاق سراح الرهائن بوقف إطلاق النار قوبل برفض شديد من البقية. ورفض رعاة القرار أيضاً الموقف الأمريكي بتضمين إدانة لحركة حماس في القرار.
وهذا الإصرار على عدم إدانة حماس، فضلاً عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وكذلك عدم الربط بين الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار مثلما طلبت الولايات المتحدة نفسها، دفع إسرائيل إلى أن تطلب من "صديقتها العزيزة" في الساعات الأخيرة أن تستخدم حق النقض ضد المقترح، مثلما فعلت في الماضي.
اقرأ أيضاً
القرار الذي فاجأ إسرائيل
على أنه بعد ذلك سمع مسؤولون إسرائيليون كبار للمرة الأولى أن البيت الأبيض "على أعلى المستويات" رفض هذه المرة استخدام حق النقض.
وفاجأ هذا القرار إسرائيل، وبالتوازي مع قرار البيت الأبيض، اتخذت إسرائيل قراراً أيضاً. وفي ذلك الوقت، كان نتنياهو قد علم بالفعل أنه لن يحصل على حق النقض الأمريكي في الأمم المتحدة، لكنه أعلن عن هذا المطلب.
وقال مسؤولون من الجانب الإسرائيلي شاركوا في اتخاذ القرار: "إذا لم تدعم الولايات المتحدة إسرائيل، فلا سبب يدعونا إلى إرسال وفد للاستماع إلى مقترحاتها". وحينها قررت إسرائيل عدم إرسال الوفد الذي كان من المفترض أن يغادر إلى الولايات المتحدة صباح اليوم التالي.
واُعتبر القرار الذي أصدرته الأمم المتحدة خطيراً جداً في إسرائيل لأن مشكلته الكبرى أن تفسيره مفتوح. فرعاة القرار يؤكدون أنه يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار أولاً، على عكس ما يدعيه الأمريكيون من أنه مجرد إعلان ليس له تأثير فعلي.
قرار مجلس الأمن
الإثنين 25 مارس/آذار 2024، تبنى مجلس الأمن الدولي، قراراً بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، في خطوة باتجاه وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
وصوتت 14 دولة لصالح القرار الذي قدمه 10 أعضاء منتخبين في المجلس، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
ودعا القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
وطالب أيضاً بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، فضلاً عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية.