واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم التاسع على التوالي، حصار مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به، وقصف وحرق منازل المواطنين في المنطقة، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى، بينما قالت وزارة الصحة إن الاحتلال يشدد حصاره للمجمع ويحتجز الكوادر الصحية والمرضى.
بالتزامن مع العملية العسكرية في المشفى ومحيطه، تواصل قوات الاحتلال، الثلاثاء 26 مارس/آذار 2024، إطلاق النار على الفلسطينيين الذين يحاولون النزوح من منازلهم نحو جنوب القطاع أو شرق مدينة غزة، سواء بإطلاق النار من بنايات مرتفعة أو بطائرات "كواد كابتر" مسيرة صغيرة الحجم.
بينما ازداد توسع القوات الإسرائيلية في محيط مستشفى الشفاء ليمتد إلى تخوم مخيم "الشاطئ" غرب غزة، في محاولة لاعتقال فلسطينيين.
حصار مجمع الشفاء الطبي
وكالة الأناضول نقلت عن شهود، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستمر بتنفيذ عمليات تجريف واسعة في محيط مستشفى الشفاء ومحيطه، مشيرة إلى قيامها بقصف وحرق مبانٍ.
في المناطق المحيطة بالمستشفى، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات اعتقال واسعة بحق السكان، ويقوم بإحراق وقصف عدد كبير من المنازل والمحال التجارية، وفقاً للشهود.
كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية منزلين يعودان لعائلتي "شيخة" و"أبو حصيرة"، ما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين داخلهم، فيما تعجز الطواقم الطبية عن انتشالهم.
بينما لفت الشهود إلى أن جثامين الشهداء جراء القصف ما زالت تحت الأنقاض، وبسبب إطلاق النار من الجيش الإسرائيلي، لا يمكن لسيارات الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
فيما أفاد الشهود الذين تمكنوا من الفرار من محيط مجمع الشفاء، بأن أصوات الانفجارات وأعمدة الدخان وإطلاق النار لا تتوقف، وأن هناك عشرات من جثامين الفلسطينيين متناثرة في الشوارع والطرقات جراء الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي.
قصف وتدمير واعتقال
بدوره، قال محمود بصل، متحدث باسم الدفاع المدني للأناضول: "الاحتلال الاسرائيلي يمتنع عن التنسيق مع جهات دولية من أجل السماح لطواقم الدفاع المدني للوصول لإنقاذ مئات المواطنين الجرحى الذين وصلتنا مناشداتهم في محيط مجمع الشفاء الطبي". وأضاف أن هذا الأمر يحول "دون الوصول إلى هؤلاء الجرحى وتقديم المساعدة لهم".
من جهته، أفاد إسماعيل الثوابتة، مدير الإعلام الحكومي بغزة: بأن "الاحتلال ما زال يسيطر ويحتل مجمع الشفاء الطبي"، مبيناً أن القوات الإسرائيلية "قتلت 350 فلسطينياً داخل المجمع الطبي و150 آخرين خارجه، في جريمة حرب واضحة".
أضاف: "الاحتلال يعتقل المئات من المرضى والجرحى والنازحين، ويمارس التحقيق والتعذيب والتجويع بحقهم". كما بيّن أن "القوات الإسرائيلية أعدمت 5 أطباء وممرضين، وتحتجز عدداً آخر من الطواقم الطبية".
🎥- #كتائب_القسام تنشر مشاهد من قصف قوات الاحتلال المتوغلة في محيط مجمع الشفاء الطبي بغزة بقذائف الهاون pic.twitter.com/stgbi9uX7r
— عربي بوست (@arabic_post) March 26, 2024
فيما لفت إلى أن جيش الاحتلال مسح مربعات سكنية بالكامل في محيط الشفاء، وقام بتدمير وقصف عشرات المنازل وهدمها بشكل كامل، وارتكب مجازر داخل المجمع ضد النازحين والمعتقلين.
منذ 9 أيام، يعاني أهالي محيط مجمع الشفاء من نقص في إمدادات الطعام والمياه في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على المنطقة. والإثنين، اعترف الاحتلال باعتقاله 500 فلسطيني من منطقة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
هذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية ومولد الكهرباء.