قال متحدث مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الإثنين 25 مارس/آذار 2024، إن واشنطن لم تصوّت على قرار وقف إطلاق النار بغزة لأنه لم يدِن حماس، في حين وصفت ردَّ فعل تل أبيب بالانسحاب من المحادثات بشأن الهدنة، بـ"المبالغ فيه".
في أول تعليق رسمي أمريكي عقب تبنّي مجلس الأمن قراراً بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع، أكد كيربي أن "امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، لا يمثل تحولاً في سياستنا".
كما أضاف أن "الولايات المتحدة تدعم وقف إطلاق النار، لكنها امتنعت عن التصويت، لأن القرار لم يدِن حماس".
رد فعل مبالغ فيه""
في سياق متصل، قال مسؤول أمريكي لصحفيين، إن واشنطن في حالة من الحيرة بسبب قرار إسرائيل الانسحاب من محادثات مزمعةٍ هذا الأسبوع بشأن غزة، وتعتبر القرار ردَّ فعل مبالغاً فيه على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار بغزة.
المسؤول الأمريكي ذكر لمجموعة صغيرة من الصحفيين، أن حالة التوتر في السياسة المحلية بإسرائيل يُحتمل أنها السبب في قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن لحضور المحادثات.
كما أضاف المسؤول أن الرئيس جو بايدن لا يخطط للاتصال بنتنياهو بشأن القرار، وأن نتنياهو لم يبادر بالاتصال ببايدن قبل القرار.
في وقت سابقٍ الإثنين، صوتت 14 دولة لصالح القرار الذي تبناه مجلس الأمن والقاضي بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
وتعليقاً على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلغاء الزيارة التي كانت مقررةً لفريق تفاوضي من قبل تل أبيب لواشنطن، قال كيربي: "إنه أمر مخيب للآمال، نشعر بخيبة أمل كبيرة، لأنهم لن يأتوا إلى واشنطن كي نناقش بدائل التوغل في رفح".
لكنه أشار إلى أنه بغض النظر عن القرار الأممي، من المقرر أن يعقد المسؤولون الأمريكيون محادثات منفصلة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الموجود حالياً في واشنطن، بشأن قضايا تشمل الرهائن والمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في مدينة رفح بجنوب غزة.
ومراراً، استخدمت الولايات المتحدة سلطة "النقض" لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار، وحاولت مؤخراً تمرير قرار لا يتضمن دعوة مباشرة إلى وقف لإطلاق النار، أجهضته روسيا والصين بـ"الفيتو".
قرار نتنياهو
في وقت سابقٍ الإثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لن يرسل وفداً إلى واشنطن كما كان مقرراً؛ وذلك بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (الفيتو) في تصويت بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، دعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكر نتنياهو، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه، أن عدم استخدام واشنطن حق النقض ضد المقترح "تراجع صريح" عن موقفها السابق، وسيضر بجهود الحرب على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، إضافة إلى الإضرار بجهود الإفراج عن أكثر من 130 رهينة.
وقال مكتب نتنياهو: "في ضوء تغير الموقف الأمريكي، قرر رئيس الوزراء نتنياهو عدم إرسال الوفد".
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".