أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بفلسطين، الإثنين 25 مارس/آذار 2024، أن دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة متوقف منذ يومين لعدم تسهيل الوصول الآمن، في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تمسكه بعمل وكالة الأونروا في غزة وتعزيز عملها.
المكتب الأممي بفلسطين حذر، عبر منشور على حسابه بمنصة إكس، من خطورة الأوضاع التي يعانيها الآلاف في شمال القطاع جراء نقص الغذاء والإمدادات الأساسية.
وقال مكتب الأمم المتحدة إن الأهالي في شمال القطاع يضطرون إلى اتخاذ خيارات صعبة للبقاء في ظل الحاجة إلى دعم إنساني آمن.
منع قوافل المساعدات لشمال غزة
والأحد، قال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني: "رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح بمرور قوافل أغذية من الوكالة إلى شمال قطاع غزة".
لازاريني أضاف، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، أنه "اعتباراً من اليوم منعت إسرائيل الأونروا، التي تعتبر شريان الحياة الرئيسي للاجئي فلسطين، من تقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى شمال غزة"، وأردف: "هذا أمر شائن ويجعل من المتعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة أثناء المجاعة التي من صنع الإنسان".
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لاسيما عبر البر، ما أدى إلى شُح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ومسنين، وسط اتهامات فلسطينية ودولية متصاعدة لتل أبيب باستخدام "التجويع" كسلاح بما يرقى إلى مستوى "جريمة حرب".
"التمسك بعمل الأونروا"
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، عن تمسكه بتقوية واستمرار عمل الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مجدداً تحذيره من تداعيات أي اجتياح عسكري إسرائيلي لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
وقال غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي عقده في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة الأردنية عمّان، إن "الأونروا تعمل في ظروف صعبة للغاية، والتحقيقات في الاتهامات الموجهة ضدها مستمرة، وآمل أن تؤدي إلى إعادة تمويلها".
وسبق أن جمّدت دول، في مقدمتها الولايات المتحدة، تمويلها لـ"الأونروا"؛ استجابة لمزاعم إسرائيلية بأن موظفين في الوكالة شاركوا في هجمات حركة "حماس" على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستدرك غوتيريش الذي يزور الأردن قادماً من مصر المجاورة لغزة: "هناك دول تراجعت عن وقف تمويلها لأونروا، وهناك دول أخرى تنتظر نتائج التحقيق".
وتابع: "ملتزمون بتقوية الأونروا، فهي شريان الحياة والأمل في قطاع غزة، وأنا مصمم على استمرار عملها وتعزيزه ونسعى للحفاظ على خدماتها".
وأُسّست "الأونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتقدم الوكالة خدماتها لنحو 5.9 مليون شخص لاجئ، ويعيش حوالي ثلثي هذا العدد في 58 مخيماً معترفاً به للاجئين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تتعرض الوكالة الأممية، بحسب الفلسطينيين، لهجوم إسرائيلي شرس، وصل إلى حد سن تشريعات لتقويض عملها ومنعها من تقديم المساعدات الإنسانية.
وفي السياق، أكد غوتيريش أن "الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة هي إيقاف إطلاق النار".
غوتيريش يحذر من اجتياح رفح
وجدد غوتيريش تحذيره من أي عملية عسكري إسرائيلية في مدينة رفح على الحدود مع مصر، قائلاً إنها "ستؤدي إلى كارثة إنسانية"، داعياً إسرائيل إلى التراجع عن خطط دخولها.
ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح؛ بزعم أنها "المعقل الأخير لحماس"، رغم تحذيرات إقليمية ودولية متزايدة من التداعيات المحتملة.
ومن أصل حوالي مليوني نازح في قطاع غزة، يوجد قرابة 1.4 مليون في رفح، بعد أن أجبرهم الجيش الإسرائيلي على النزوح إليها؛ بزعم أنها آمنة، ثم شنّ عليها لاحقاً غارات أسفرت عن قتلى وجرحى وزادت معاناة النازحين.
وإجمالا، خلَّفت الحرب المدمرة والمستمرة على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً؛ بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".