شنّ وزراء في حكومة جورجيا ميلوني، الإيطالية اليمينية، هجوماً حاداً على مدرسة في إيطاليا قرر المسؤولون عنها الإغلاق يوم عيد الفطر المقبل حتى يتسنى لتلاميذها المسلمين الاحتفال مع عائلاتهم، وزعم الوزراء أن القرار "اعتداء على القيم الإيطالية".
صحيفة The Times البريطانية أوضحت في تقرير لها، الإثنين 25 مارس/آذار 2024، أن مدرسة إقبال مسيح في مقاطعة بيولتيلو، القريبة من ميلانو، قررت إغلاق أبوابها في 10 أبريل/نيسان بمناسبة عيد الفطر المقبل، بالنظر لأن 40% من تلاميذها مسلمون ولن يحضروا على الأرجح.
حيث وصف ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء، هذه الخطوة بأنها "غير مقبولة وتتعارض مع قيم وهوية وتقاليد بلدنا". وقالت دانييلا سانتانشي، وزيرة السياحة: "علينا ألا نبتعد عن قيمنا- قيم الغرب".
بينما تساءل إجنازيو لا روسا، رئيس مجلس الشيوخ والحليف المقرب من ميلوني، ما إذا كان يُفترض إغلاق المدارس الآن للاحتفال بالمهرجانات الهندوسية.
عُلّقت لافتة خارج المدرسة كُتب عليها "المدرسة إيطالية- وليست مسلمة- الإغلاق ممنوع"، باستخدام الخط الذي تفضله الجماعات الفاشية الجديدة.
"التايمز" أشارت إلى أن نحو ربع سكان بيولتيلو البالغ عددهم 36 ألف نسمة من غير الإيطاليين، وإنما من مصر والمغرب وباكستان والهند وأوروبا الشرقية.
فيما سُمّيت المدرسة باسم إقبال مسيح، الطفل المسيحي الذي هرب من أسر العبودية في باكستان عام 1993، حين كان في العاشرة من عمره، وقُتل بعدها بعامين.
بينما أعلن مفتشو التعليم أن قرار المدرسة بإغلاقها خلال عيد الفطر المقبل "مخالف للقواعد"، وطالب جوزيبي فالديتارا، وزير التعليم، بأن تظل المدرسة مفتوحة، متعللاً بنتائجها الأكاديمية الأقل من المتوسطة.
لكن على الورق، يعتبر يوم العطلة المدرسية مشروعاً، لأنها بدأت العام الدراسي مبكراً بيوم للتعويض عن هذا الإغلاق. ويُسمح للمدارس في إيطاليا بتوفيق أيام العطلات وكثيراً ما تغلق أبوابها للاحتفال السنوي بالقديس المحلي أو لمجرد السماح للتلاميذ بالذهاب للتزلج.
في خطاب مفتوح، قال 200 مدرس في المدرسة إن القرار عملي ولا علاقة له بالسياسة ولا يدمر الثقافة الإيطالية. وأبدوا استياءهم من "موجة كراهية ولّدتها الصحافة والشبكات الاجتماعية ورجال السياسة".
من جانبه، أيّد ماريو دلبيني، رئيس أساقفة ميلانو، قرار المدرسة الإغلاق يوم عيد الفطر المقبل، ووصفه بـ"إجراء مشروع" لأن "الدين من أهم الأشياء في الحياة".