أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بدء تنفيذ "رؤية مئوية تركيا" في مدينة إسطنبول سيكون مع الانتخابات المحلية المقررة يوم 31 مارس/آذار الجاري، مشيراً إلى أنه "يجب علينا أن نُخلّص إسطنبول من فترة جمود استمرت 5 أعوام".
جاء ذلك في خطاب ألقاه، الأحد، أمام حشد من أنصار تحالف الجمهور في إطار الحملة الانتخابية للمرشح مراد كوروم لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
و"مئوية تركيا" رؤية أعلنها الرئيس أردوغان أواخر عام 2022، وتتضمن برامج وأهداف الجمهورية التركية في مئويتها الثانية.
وأشاد أردوغان في بداية خطابه بمدينة إسطنبول و"عظمة تاريخها ومكانتها الجغرافية والثقافية والحضارية على المستوى العالمي".
"العمل ليل نهار"
ودعا أردوغان أنصار تحالف الجمهور المكون من أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير، إلى "العمل ليل نهار" من أجل جمع المزيد من الأصوات لصالح مرشح التحالف مراد كوروم.
وتابع قائلاً: "علينا جميعاً أن نُخلّص إسطنبول من فترة الجمود التي استمرت 5 أعوام خلال فترة تولي المعارضة رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، لذا علينا طرق جميع الأبواب وكسب النفوس وإقناع الناخبين بالتصويت للمرشح الذي سيخدم المدينة".
كما انتقد أردوغان الإدارة الحالية لبلدية إسطنبول، وهي من حزب الشعب الجمهوري المعارض، مبيناً أنها "لم تتمكن من تقديم ما هو ملموس من خدمات لسكان المدينة".
وأشار في هذا السياق إلى الخدمات التي قدمتها لمدينة إسطنبول حكومات العدالة والتنمية برئاسته خلال السنوات الـ21 الماضية.
وأردف قائلاً: "في السنوات الـ21 الماضية، قمنا باستثمارات حكومية في إسطنبول بقيمة 1 تريليون و650 مليار ليرة".
وعدّد أردوغان في هذا السياق المشاريع التي نفذتها حكوماته في إسطنبول، من الصحة إلى المواصلات والتعليم والبنية التحتية والمطارات والجامعات والخدمات الاجتماعية.
وتتصاعد المنافسة في إسطنبول بين جميع مرشحي الأحزاب السياسية، لا سيما مرشحي "العدالة والتنمية" مراد كوروم، و"الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة، أكرم إمام أوغلو، الذي يسعى للفوز برئاسة بلدية إسطنبول 5 سنوات أخرى، بعد انتزاعها من حزب أردوغان عام 2019 لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً.
وتتحول الانتخابات المحلية إلى انتخابات إسطنبول بطريقة مثيرة للاهتمام، حيث يجري تشكيل تحالفات حول بلدية إسطنبول الكبرى، دون غيرها من المدن الأخرى، لموقعها الاستراتيجي على خارطة السياسة التركية.
ويدرك أردوغان، الذي تولى رئاسة بلدية إسطنبول عام 1994، أهمية المدينة الواقعة في قلب الحياة التركية على كل صعدها السياسية والاقتصادية والثقافية، ويحفظ الأتراك مقولة "من يحكم إسطنبول يحكم تركيا"، التي تشيع في الأوساط التركية على نطاق واسع، في إشارة إلى أهمية المدينة في الخارطة السياسية.
وكان أردوغان عبّر عن هذه الأهمية في أكثر من مناسبة، خصوصاً في أول خطاب له عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية، حيث أكد على عزمه تكليل فوزه بالفترة الرئاسية الجديدة بانتصار يمحو أثر الضربة القاسية التي وجهها حزب الشعب الجمهوري المعارض، في انتخابات البلديات عام 2019.