قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الخميس 21 مارس/آذار 2024، إن اغتيال القيادي في حركة حماس مروان عيسى الذي يدعيه الاحتلال قد تم "بفضل عمليات تنصت أجرتها أجهزة استخبارات أمريكية".
وكان قصف شنه الاحتلال ضمن حربه على غزة استهدف مخيم النصيرات الأسبوع الماضي، أعلن على إثره استهداف من يصفه بالرجل الثالث في حماس القيادي مروان عيسى، فيما لم يصدر أي بيان من الحركة ينفي أو يؤكد هذا الاستهداف.
ويتهم الاحتلال القيادي في حماس مروان عيسى بأنه يقف وراء التخطيط لهجوم المقاومة على مستوطنات ومعسكرات غلاف غزة، في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستندت الصحيفة الإسرائيلية إلى معلومات وردت على لسان 5 من كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، تحدثوا مع هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية NBC وأبلغوها بدور واشنطن في عملية الاستهداف المزعومة.
حيث ذكر مصدر استخباري أمريكي للشبكة الأمريكية أن المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل هي التي مكنتها من رسم صورة استخبارية شاملة للوضع داخل حماس من حيث نظم القيادة والسيطرة ووسائل الاتصالات، وأن النجاحات الاستخبارية قامت بدور أساس في تحديد موقع عيسى واغتياله.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، في وقت سابق، أنه جرى تأجيل الهجوم على مخيم النصيرات عدة مرات، فيما استخدم سلاح الجوي قرابة 20 طناً من القنابل، من بينها قنابل مضادة للأنفاق.
من هو مروان عيسى؟
قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، مساء الإثنين 18 مارس/آذار 2024؛ إن مروان عيسى أحد أبرز قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد استشهد في عملية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي.
في تصريح نقلته وكالة "رويترز" خلال حديث له مع الصحفيين، قال سوليفان: "لقد قُتل الرجل الثالث في حماس، مروان عيسى، خلال عملية لجيش إسرائيل على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".
مروان عيسى، المعروف بـ"أبي البراء"، هو نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس).
يُعرف القيادي الفلسطيني بكونه "رجل الظل" و"اليد اليمنى" لمحمد الضيف.
وُلد مروان عيسى عام 1965، في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة. وشكّلت جهود القيادي في تطوير كتائب القسام العسكرية تهديداً ملحوظاً للاحتلال الإسرائيلي، لذلك تم وضعه على قائمة أبرز المطلوبين، واعتقلته سلطات الاحتلال سنة 1987 في الانتفاضة الأولى، وحكمت عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة الانضمام لـ"حماس".
لم يتوقف الأمر عند الاحتلال فحسب، إذ أقدمت السلطة الفلسطينية بدورها على اعتقاله سنة 1997. فقد التحق أبو البراء بالمجموعة التي أعدت سلسلة من العمليات الاستشهادية؛ انتقاماً لاغتيال يحيى عياش عام 1996، وهي دفعة ضمّت محمد الضيف وحسن سلامة وغيرهما. وقاده ذلك للاعتقال في سجون السلطة، التي أمضى فيها 4 سنوات، قبل أن يُفرَج عنه في انتفاضة الأقصى عام 2000.
الاستهداف تسبب في مطاردة أبو البراء طوال حياته، إذ نجا نائب رئيس الجناح العسكري لحركة حماس من عدة محاولات اغتيال، إحداها في عام 2006، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
كان أبو البراء يشارك وقتها في اجتماع حضره أيضاً محمد الضيف. وبحسب المصدر نفسه، فقد تعرّض منزله للقصف مرتين، عامي 2014 و2021.
ونشرت الصحيفة في وقت سابق عن القيادي الفلسطيني، أنه "في إسرائيل يقولون إن الحرب النفسية مع حماس لن تنتهي ما دام مروان عيسى على قيد الحياة"، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".