قالت صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية، في تقرير نشرته الأربعاء 20 مارس/آذار 2024، إن القصف الصاروخي الذي أطلقه الحوثيون على السفن الإسرائيلية العابرة إلى البحر الأحمر، وعرقل مسارها عبر مضيق باب المندب، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تسبب في أن يصبح ميناء إيلات، البوابة البحرية الجنوبية لإسرائيل، معزولاً، وكانت النتيجة وقف جميع أنشطة الاستيراد والتصدير.
السفن الإسرائيلية العابرة إلى البحر الأحمر
بعد فترة وجيزة من بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، استفادت جماعة الحوثي في اليمن من موقعها الاستراتيجي لتعطيل حركة الملاحة البحرية العالمية من خلال مهاجمة السفن المبحرة عبر باب المندب. وألحقت هجمات الحوثيين أضراراً بما لا يقل عن 15 سفينة دولية، وغرقت سفينة واحدة بالكامل في البحر.
قال جدعون غولبر، الرئيس التنفيذي لميناء إيلات، لموقع The Media Line الأمريكي، إن حركة السفن في الميناء توقفت تماماً منذ بدء هجمات الحوثيين. وأضاف: "في كل شهر، كان لدينا ما بين 12 و13 سفينة تأتي وتذهب، والآن ليس لدينا أي سفينة".
وشدد غولبر على أن الواردات الأساسية للميناء هي السيارات، مشيراً إلى أن 50% إلى 60% من السيارات المستوردة إلى إيلات تأتي من الشرق الأقصى. ومع ذلك، نظراً لتوقف وصول السيارات الجديدة، انخفض عدد السيارات الموجودة في مستودعات الميناء بسرعة. وأضاف: "في نوفمبر/تشرين الثاني، كان لدينا 50 ألف سيارة مخزنة في الميناء.. أما الآن، فلدينا 10 آلاف فقط".
تراجع صادرات إسرائيل إلى الخارج
أما فيما يتعلق بصادرات إسرائيل إلى الخارج، أوضح غولبر أن إسرائيل تصدِّر شهرياً عبر ميناء إيلات ما بين 1.8 مليون إلى 2 مليون طن من البوتاس من البحر الميت إلى الشرق الأقصى، وعادةً ما تكون موجهة إلى الهند والصين. وأضاف أنه إذا كان هناك أي تصدير لهذه المنتجات الآن على الإطلاق، فيجري ذلك عبر البحر الأبيض المتوسط، وعبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، وهو طريق شحن أطول بكثير.
وبالإضافة إلى البوتاس، قال غولبر إن إسرائيل كانت تصدِّر أيضاً ما بين 100 ألف إلى 150 ألف رأس من الماشية، معظمها من الأبقار والأغنام، عبر ميناء إيلات.
وقال إنه في بداية الحرب، كان يُعتَقَد أنه سيُعاد فتح باب المندب خلال شهر أو شهرين. وأضاف: "لكن ما نراه هو أنه لا أحد يفعل أي شيء سوى حماية السفن من الهجمات الصاروخية. لذلك، ربما سيستغرق الأمر وقتاً أطول مما كنا نعتقد".
أزمة مالية تواجه ميناء إيلات
في كل الأحوال، أكد غولبر أن إدارة الميناء لم تتخذ أي إجراءات في ما يتعلق برواتب موظفيه البالغ عددهم 170 موظفاً، وبالتالي فإن الميناء يواجه حالياً عبئاً كبيراً من النفقات. وقال إن نفقات الميناء تتراوح بين 6 ملايين إلى 10 ملايين شيكل (1.6 مليون إلى 2.7 مليون دولار) شهرياً بينما الدخل يقترب من الصفر.
وأضاف أن الميناء يُعَد أيضاً مركزياً لاقتصاد إيلات. وأشار غولبر إلى أنه بينما اعتمدت المدينة تاريخياً على السياحة، أظهرت أزماتٌ مثل جائحة كوفيد-19 أن إيلات بحاجة إلى سبل أخرى للدخل، مما ترك الميناء كمصدر مركزي للدخل لإيلات.
في حين قال جدعون غولبر: "كنت آمل أن تحل دول التحالف المشكلة في غضون أشهر قليلة"، في إشارة إلى مبادرة أمنية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لحماية الممر الملاحي الحيوي في البحر الأحمر من هجمات حركة الحوثي. وتابع قائلاً: "لكنهم لا يحلون المشكلة".
وأوضح أن السفن لا تزال تتجنب الرسو في إيلات. وإذا لم تتدخل الحكومة للمساعدة في دفع الرواتب، فإن تسريح عمال الميناء أمر لا مفر منه، وقال إن القوى العاملة المتبقية يمكنها الحفاظ على الحد الأدنى من العمليات.
ويعارض القرار اتحاد نقابات العمال (هستدروت)، وهو منظمة تجمع تحت مظلتها مئات الآلاف من العاملين في القطاع العام.
وأطلق الحوثيون أيضاً طائرات مسيَّرة وصواريخ على إسرائيل في تحرك يقولون إنه يهدف إلى دعم الفلسطينيين في حرب غزة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الطريق البديل عن البحر الأحمر يتطلب الالتفاف حول الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا؛ مما يطيل الرحلات إلى البحر المتوسط لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وتزيد بالتالي التكلفة.